شرع الإسلام من الوسائل والنظم ما يحقق التكافل وبعض هذه الوسائل منوط بالأفراد ، والبعض الآخر منوط بالدولة. فقد أناط شرعنا الحنيف بالأفراد عددا من هذه الوسائل وجعل بعضها إلزاميا وترك البعض الآخر للتطوع. ومن الوسائل الإلزامية التي شرعها الإسلام لتحقيق التكافل ما يلي: فريضة الزكاة: وهي من أهم هذه الوسائل, وهي فريضة إلزامية فرضها الله على المسلم دينا وجعل للدولة الحق في أخذها منه قهرا إذا هو امتنع عن أدائها. وتأتي أهمية الزكاة من حيث شمولها لمعظم أفراد المجتمع ومن حيث أهمية المقدار الذي تمثله من الثروة العامة حيث تمثل 2,5% من مجموع الأموال
وهي نسبة كفيلة, لو نظمت, بأن تحل كثيرا من المشاكل الاجتماعية الناتجة عن الفقر وأن تسهم في الحد منه, ومن ثم كان لها تأثيرها الحيوي في إشاعة التكافل . هذا فضلا عن آثارها المعنوية حيث تنفي من المجتمع الأحقاد والبغضاء الناتجة عن انقسام الناس إلى مالكين لا يعبؤون بغيرهم ومحرومين لا يعبأ بهم
الكفارات: وهي ما فرضه الإسلام على المسلم لارتكابه بعض المحرمات أو تركه بعض الواجبات, ككفارة اليمين إذا حلف المسلم بالله فحنث ، وكفارة الفطر عمدا بدون عذر مقبول شرعا في نهار رمضان وغيرها ...وهذه الكفارات في بعض مصارفها إطعام لعدد من المساكين, ومن هنا كانت وسيلة لتحقيق التكافل قال الله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون به أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم}
صدقة الفطر: وهي صدقة يجب إخراجها يوم عيد الفطر بعد شهر رمضان ومقدارها ثلاثة كيلو غرام تقريبا من غالب قوت البلد، وهي واجبة على كل مسلم: الرجل والمرأة، والصغير والكبير.وهدفها كما قال صلى الله عليه وسلم (إغنوهم عن السؤال في هذا اليوم).
إسعاف المحتاج: حيث يلتزم من علم بأن جاره جائع ولا يجد ما يأكل أن ينقذه إذا كان ذلك في استطاعته يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به) ويقول: (برئت ذمة الله من أهل عرصة بات فيهم جائع).