منذ خمسين سنة... بعثت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الى الوجود اثراء للمشهد الثقافي والابداعي في تونس... ويعدّ الدكتور صالح المهدي أول من وضع حجر الأساس لهذه الفرقة التي اتجهت نحو الموروث الفني التونسي والغوص في أعماق الخصوصيات والمميزات من عادات وتقاليد وإبداعات تونسيةأصيلة لتكون المادة الأساسية لعمل هذه الفرقة. وعلى امتداد مسيرتها كسبت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية في كتابة ركحية ابداعية من خلال لوحات استعراضية لموروث فني وثقافي زاخر ومتنوع... لوحات جابت أصقاع العالم وكتبت أحلى قصص ما يتوفر عليه هذا الموروث من ابتكارات متفرّدة في مضامينها وأهدافها... لوحات أرخت للثقافة الشعبية التونسية في تناسق كبير...
أسماء عديدة اجتهدت في نحت مسيرة هذه الفرقة ويبقى حمادي الغربي من أبرز فرسانها فعلى امتداد أكثر من ثلاثين سنة كان فيها حمادي الغربي رئيسا لبالي الفرقة كتب خلالها صفحات مضيئة... واللوحات الفرجوية التي تظهر بين الحين والآخر على الوطنية الاولى خير شاهد على ثراء المخزون الابداعي التونسي وتمكّن حمادي الغربي بحرفية عالية من صياغة هذه الموروث الخالد.
الحمامات تحتفي بالفرقة
الآن... وبعد أن أفل بريقها على امتداد أكثر من عشر سنوات.. ها أن الفرقة الوطنية للفنون الشعبية تنتفض من جديد من خلال مهرجان الحمامات الدولي الذي اختار تنظيم سهرة فنية ذات طابع خاص في الذكرى الخمسين لتأسيس هذه الفرقة العريقة.
تؤثث هذه السهرة التي يحتضنها مساء اليوم (الجمعة 17 أوت) مسرح الهواء الطلق بالحمامات: فرقة الفنانة الشعبية زينة القصرينية وفرقة جندوبة للفنون الشعبية وعازفة الايقاع سناء بن حمزة هذا في الجزء الاول من السهرة، أما الجزء الثاني فتؤثثه فرقة التليلي القفصي ففرقة القصرين للفنون الشعبية ليحمل الاختتام توقيع الفرقة الوطنية للفنون الشعبية المحتفى بها التي ستقدم لوحات تراثية من مخزونها الابداعي الذي صاغته على امتداد مسيرتها.