أسدل الستار على فعاليات الدورة 32 لمهرجان قصور الساف بسهرة موسيقية أحيتها الفرقة الوطنية بقيادة الأستاذ عبد الرحمان العيادي ومشاركة كلّ من عدنان الشواشي والشاذلي الحاجي وحسن الدهماني والفنانة رحاب الصغير، لكن ماذا بقي في الأذهان من هذه الدورة؟ دورة هذه السنة حسب من تحدثنا اليهم لم ترق إلى مستوى تطلعات أهالي المدينة ولا إلى الجماهير القليلة التي واكبت بعض السهرات على غرار مسرحية لمين النهدي « بعد الشدّة..يجي الفرج»، حيث كشف غياب الجماهير، سوء وضعف البرمجة من طرف الهيئة المديرة التي لم تراع بتاتا تاريخ أعرق المهرجانات في الجهة، لا من حيث غياب برنامج يليق بسمعة المهرجان، بل كذلك من حيث اقتصار هذه الدورة على 10 أيام فقط، بعد أن كانت تمتدّ على مدار شهر كامل وهي سابقة، وإن دلّت، فهي تدلّ على لخبطة ونقص في التجربة لدى هيئة المهرجان في ظلّ غياب التنسيق والانفراد بالرأي في وضع برنامج مهرجان قصور الساف – سلقطة الذي يعتبر متنفسا للمواطنين والمصطافين الذين يتوافدون على مدينة سلقطة كلّ موسم.
وأمام هذه اللخبطة التي عاشتها هذه الدورة، لم يجد جمهور المهرجان من خيار سوى تغيير وجهته والالتجاء إلى الشواطئ والمقاهي المنتشرة عبر كامل الشريط الساحلي للمنطقة، حيث وجدت مئات العائلات ضالتها في قضاء أوقات ممتعة وسهرات شيقة على ضفاف البحر خصوصا وأنّ الحرارة سجلت أعلى درجاتها في هذه الفترة. سهرات المقاهي الرمضانية، التي حضر فيها التنشيط والترفيه على الشواطئ، استقطبت ولازالت أعدادا كبيرة من المواطنين، بعد أن مثلت الملاذ الوحيد لهم، بحثا عن الراحة والالتقاء بالأصحاب والأحباب بعيدا عن الحرارة، رغم حالات الاكتظاظ التي تشهدها بعض المقاهي بسبب الإقبال الكبير عليها، ورغم بعض الممارسات غير المقبولة من أناس لا همّ لهم سوى هامش الربح المادي على حساب المواطنين، إلاّ أنّ هذه المقاهي وبفضل قربها من البحر، تمكّنت من جلب اهتمام المواطنين الذين عجزت التظاهرات الثقافية على قلّتها على استقطابهم على مدار شهر كامل.