العامل اليومي هو الذي يعمل يوما ليجد نفسه عاطلا عدة ايام ,يتنقل بين «المرمّة» والعمل الفلاحي من أجل توفير لقمة العيش...فكيف لهذه الفئة من المجتمع ان تواجه المصاريف المتنوعة وان تساير النسق المتصاعد لارتفاع الاسعار؟ «الشروق» زارت عدة عائلات فقيرة لتقف على حجم معاناة هؤلاء في هذا الشهر المعظم,الكل استقبلنا بصدر رحب فكل شيء واضح للعيان سكن رديء واثاث بسيط ومعاناة بادية على محياهم سألناهم ماذا أعدّوا لوجبة افطارهم لهذا اليوم؟ فابتسموا وقالوا انها لا تختلف كثيرا عن وجبة الايام العادية لان الامكانيات هي نفسها لكن اسعار المواد الغذائية هي التي ارتفعت وان ظروفهم قاسية زادها غلاء المعيشة قسوة.دخلنا معهم الغرفة لنكتشف ان هذه الموائد كئيبة كاصحابها رغم اجتهادهم لان تكون لائقة بعظمة هذا الشهر الكريم ومغايرة لموائد الايام العادية.تكونت اغلب الموائد من الشربة وبعض المرق وفي احسن الحالات اجتهدت بعض النسوة لان يكون البريك حاضرا لكن مع غياب بعض المكونات من التن والكبار والجبن وغيرها من مكونات البريك مع الغياب البارز لالوان اللحوم الحمراء والبيضاء والاسماك حيث افادنا اغلب هؤلاء انهم لم يفكروا حتى في النظر اليها لغلائها، وان مروا صدفة بجانب سوق اللحوم والسمك فإنهم يسرعون الخطى لا يلوون على شيء وكأنهم يريدون ان يمسحوا من مخيلتهم هذه المقتنيات التي لا تمتّ اليهم بصلة.تساءلنا عن عدد المرات التي يتناولون فيها اللحم فتعجبوا كيف لعامل يومي يعمل ب8 او 10 دنانير يوميا ان يشتري كلغ من اللحم ب15 د او 17 د واتفق أغلبهم على انهم منذ مدة طويلة لم يشتروا لحما اذ يعتبرونه من الكماليات. اما بالنسبة الى الغلال فحدث ولاحرج باعتبارها ايضا من الكماليات اذ ما الضرورة لاقتناء بعض التفاح او العنب او غيرهما من الغلال بأسعار من نار لكن في المقابل فإن «الدلاع والبطيخ» هما الحل بالرغم من أنهم يحرصون على اقتناء الحجم الصغيرمن هذه الغلة على رداءتها نظرا الى غلاء ذوات الحجم الكبير. هؤلاء هم الكادحون في الارض فرغم ظروفهم هذه الا انهم يشعرون ببعض الرضى بما قسم الله لهم .. وانهم تعودوا على حياة التقشف والرضى بالنزر القليل من الطعام، لكنهم مشفقون مما ينتظرهم من مصاريف ملحة وأكيدة لكن لا قدرة لهم عليها ألا وهي حلويات وملابس العيد. وقد طلب منا هؤلاء ابلاغ أصواتهم لمن ارتأى ان يؤخر موسم تخفيض الاسعار الى ما بعد العيد دون مراعاة لهؤلاء عن الجدوى من ذلك، وهل كتب على هذه الفئات الضعيفة ان تحتفل بالعيد بملابس ال«فريب» ايضا؟