يوم عاشوراء، العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري الذي يوافق اليوم السبت 5 جويلية، هو يوم ذو مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي ويحمل دلالات عميقة لدى المسلمين. تتعدد الروايات والأسباب التي جعلت هذا اليوم مميزًا، ويُعد صيامه سنة نبوية حسنة لدى كثير من المسلمين حول العالم. فما هي قصة هذا اليوم، ولماذا يُسن صيامه؟ تعود الأهمية التاريخية ليوم عاشوراء بشكل أساسي إلى قصة نجاة نبي الله موسى عليه السلام وقومه (بني إسرائيل) من فرعون وجنوده. تُروى القصة بأن فرعون كان يطارد موسى وقومه ليعاقبهم على إيمانهم وخروجهم من مصر. وعندما وصلوا إلى البحر الأحمر، شق الله البحر لموسى بعصاه، فمر هو وقومه، ثم انطبق البحر على فرعون وجنوده فأغرقهم جميعًا. وقد ورد في السنة النبوية أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما قدم إلى المدينةالمنورة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء. فلما سألهم عن سبب صيامهم، قالوا: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا لله تعالى، فنحن نصومه". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه. وهذا ما رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما. سبب صيام عاشوراء: شكرًا لله وتكفيرًا للذنوب بناءً على هذا الحدث العظيم، أصبح صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة في الإسلام. السبب الرئيسي لصيامه هو شكر الله تعالى على نعمة النجاة التي أنعم بها على موسى وقومه، وإظهار الاقتداء بالأنبياء السابقين في شكرهم لله. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن صيام هذا اليوم يحمل فضلاً عظيمًا وأجرًا كبيرًا. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" (رواه مسلم). وهذا يعني أن صيام يوم واحد في هذا اليوم يكفر ذنوب سنة كاملة، وهو فضل عظيم يحث المسلمين على اغتنامه. ولتمييز صيام المسلمين عن صيام اليهود، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بصيام يوم قبله أو يوم بعده. فعندما قيل له: "يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى"، قال: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع". وهذا ما يُعرف بصيام تاسوعاء (التاسع من محرم) مع عاشوراء. وبذلك، يكون المسلم قد صام يومًا قبله، أو يمكن أن يصوم يومًا بعده (الحادي عشر من محرم) مع عاشوراء. يوم عاشوراء ليس مجرد تاريخ في التقويم، بل هو تذكير بقدرة الله على نصرة المظلومين وإهلاك الطغاة. إنه دعوة للتأمل في نضح التاريخ والدروس المستفادة منه، وفرصة عظيمة للمسلمين لزيادة قُرْبهم من الله من خلال صيامه وطلب المغفرة.