كانت الانظار متجهة في الأيام الاخيرة الى جهة بنزرت التي شهدت بعض الاحداث في آخر أيام رمضان رفضها اغلب المواطنين اتسمت بالعنف وصدرت عن اشخاص ينتمون لما يعرف اعلاميا بالتيار السلفي. هذه الاحداث اختار التيار السلفي خطبة العيد للاصداح بموقفهم منها. أمام اكثر من خمسة عشر ألف مصل ألقى الشيخ محمد الغربي المحسوب على التيار السلفي خطبة العيد في المصلى الذي أقيم امام مركز ولاية بنزرت والذي أشرفت على تنظيمه مجموعة بنزرت المسلمة .
موضوع الخطبة الذي كان متنوعا وخصص جزء منه الامام الشاب للتعبير عن ادانته بشدة لماوقع من احداث عنف في تظاهرة الاقصى واكد رفضهم لها و اوضح ان ماصدر لا يمثل اخلاق المسلم في شيء ودعا جميع المسلمين بمختلف توجهاتهم الفكرية الى الاعتصام بحبل الله والحرص على مساعدة الناس والرفق بهم ومواجهة صاحب الراي المخالف بالاخلاق الحميدة والسلوك الحسن اسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم .كما استغل الخطبة ليحث المصلين على الاقبال على العلوم كالفيزياء والكيمياء والطب. خطاب ايجابي تفاعل معه المصلون الذين وفد اغلبهم على المصلى مصحوبين بعائلاتهم كبارا وصغارا و ربما بعضهم جاء خصيصا للتعرف على خطاب السلفية عن قرب.
ماذا حدث في يوم العيد؟
بعد انقضاء خطبة العيد عاشت شوارع المدينة على وقع احداث تناقلتها وسائل اعلامية ومواقع انترنات و شهدت تضخيما من هنا وتقزيما من هناك . فماذا حدث بالضبط ؟ الشرارة الاولى انطلقت قبل صلاة العيد فحسب شهود عيان ومصادر امنية تعمد احد الاشخاص الذي يبدو انه كان تحت تاثير السكر سب الجلالة امام المصلين الشيء الذي استفز شبابا كانوا ضمن لجنة التنظيم والذين امسكوا به و ضربوه قبل ان يسلموه للامن وتفيد مصادرنا ان هذا الشاب غادر مركز الامن بعد ان وقع استجوابه لكنه وحسب مصدر امني اصطحب عدد من اصدقائه وانتظر انتهاء الصلاة ليقوم برد فعل غير مسؤول تجاه المصلين على مستوى شارع الحبيب بورقيبة مما اثار الفوضى لبعض الوقت ولاجل ذلك طارده شباب من المصلين وعدد من الاهالي والقوا عليه القبض قبل ان يحل الامن و ياخذه للمنطقة. هذه الاحداث والمناوشات اثرت على الحركة التجارية في اول ايام العيد حيث تجنبت عديد العائلات الذهاب للسوق للتبضع
الاختراق موجود داخل التيار
تعليقا على الاحداث الاخيرة وقبلها من احداث والتي اتسمت بالعنف كان لنا لقاء مع الشاب عبد الحليم عروة المنتسب للتيار السلفي حيث نقلنا اليه سؤال حارقا يطرحه التونسيون دائما وهو كيف يصدر عنف على من هم يتشبهون باخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فاجابنا «السلوك العنيف واخلاق الرسول لا يلتقيان مافي ذلك شك و اليوم هناك عدد من المواطنين محسوبون على التيار السلفي يمكن تمييزهم من لباسهم ومظهرهم حيث يرتدون القميص ويطلقون اللحي لكن بعضهم يمكن ان نرى منهم سلوكا عنيفا وربما ألفاظا خشنة وهنا يجب ان نوضح للرأي العام ان الملتحي لا يمثل الملتحي وليس بالضرورة كل من يرتدي القميص فهو سلفي ينتمي للتيار الذي كثر حوله الحديث ولعلمكم ان عديد المفتش عنهم والذين تعلقت بهم قضايا اختاروا التخفي عن الامن وذلك باطلاق اللحي وارتداء القميص و نحن لسنا حزبا او تنظيما لنقول هذا يتبعنا وهذا لا يتبعنا و لا نستطيع ان نقول لهم احلقوا لحيّكم او انزعوا قمصانكم. الامن يعرفهم والناس تعرف الناس لكن للاسف هناك من الاعلاميين ومن الساسة خاصة من جماعة اليسار من يتعمد وضع الجميع في نفس التصنيف عن قصد وبالمناسبة اغتنم هذه الفرصة لنؤكد مرة اخرى ادانتنا للعنف وادعو كافة الاخوة لليقظة والحرص على دعوة المواطنين للتحابب والتاخي حتى نهدر الفرصة على من يتربص بشعبنا ومن استاء بسبب الصحوة الدينية التي اسقطت حساباتهم في الماء».