أثارت مجموعة من السلفيين حالة من الفوضى داخل جامع "التوبة" بحي الخضراء عند صلاة عيد الفطر يوم الأحد الماضي، بعدما منعوا الإمام من أداء الصلاة ورفضوا أن يقيم المصلون صلاة العيد داخل الجامع، طالبين منهم أن يلتحقوا بهم في فضاء مفتوح بجانب تمثال بورقيبة السابق بحي الخضراء، اقتداء بسنة الرسول وتوحيدا لصوف المسلمين، حسب قولهم. ودارت اشتباكات بالعصي والغاز والأسلحة البيضاء والمشاحنات الكلامية داخل جامع "التوبة" بين السلفيين وأحد أبناء المنتمين لحركة النهضة الإسلامية، وسط ذهول كبير من قبل المصلين، الذين صدموا بحالة الفوضى والعنف التي دخلت وسط المسجد.
وتعيش الكثير من المساجد حالة من الفوضى بعدما أصبحت خارجة عن سيطرة وزارةا لشؤون الدينية وباتت تتحكم في إداراتها مجموعات سلفية.
وتزايدت اعتداءات السلفيين على المساجد وعلى الفضاءات العمومية وعلى الفنانين وغيرهم، وسط غياب أيّ رادع أمني، مما شكّك في مصداقية الحكومة.
ومنذ أيام، دعا المرصد اليورومتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة حقوق إنسان أوروبية شرق أوسطية) في بيان له السلطات التونسية إلى "اتخاذ إجراءات قانونية صارمة للحد من تجاوزات الجماعات السلفية" في تونس.
وعزا المرصد ، ومقره جنيف، "ازدياد وتيرة العنف إلى غياب قوة الردع القانونية للعناصر المحسوبة على التيار السلفي".
وأعرب عن "قلقه البالغ إزاء تكرار حوادث العنف داخل البلاد، والتي قادت خلال الأسبوع الأخير إلى فض عدد من الفعاليات الثقافية والحقوقية تحت وطأة عناصر (سلفية) منفلتة استخدمت القوة والتهديد ضد المواطنين".
وليلة الخميس هاجم 200 سلفي مسلحين بالسيوف والهراوات والحجارة مهرجان "نصرة الأقصى" بمدينة بنرزت (شمال) احتجاجا على حضور السجين اللبناني السابق في اسرائيل سمير القنطار الذي اتهمهوه بتأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما أسفر عن إصابة اربعة أشخاص بينهم ضابط أمن.
وفي 14 آب/أغسطس منع سلفيون في منزل بورقيبة بولاية بنزرت (شمال) عرضا مسرحيا للممثل الكوميدي التونسي لطفي العبدلي بعلة "استهزائه بالدين".
وفي 15 من نفس الشهر منع سلفيون فرقة موسيقية ايرانية من تقديم عرض في اختتام المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية والروحية بولاية القيروان (وسط غرب) بعلة ان الفرقة "شيعية".