شكل التعريف بأنشطتها الاجتماعية وتوحيد الجهود الإنسانية محور الجلسة التقييمية التي نظمتها يوم 20 أوت الجاري جمعية «بيت الخير» وذرف بحضور جمع من أبناء وذرف العاملين بالخارج. وقد مكن هذا اللقاء المشاركين من الوقوف على أهم أنشطة هذه الجمعية الواعدة. هذه الجمعية عكست تثمين تنوع تدخلاتها ومجالاتها الخيرية وهي مؤهلة لتحقيق مشاريع صغرى من شأنها أن تدعم مصادر التمويل لديها بالإضافة إلى تمكين العائلات الفاقدة للسند المادي من خلق موارد رزق قارة تؤمن لها قوت حياة أفرادها.
وفي افتتاح أشغال هذه الجلسة قدم السيد «لعروسي قديم» الكاتب العام للجمعية فكرة ضافية عن مراحل تكوين هذا الهيكل الجمعياتي والتي تعود أساسا إلى التجربة التي عاشها أهالي وذرف في وقفتهم التضامنية مع الأشقاء الليبيين ضمن المشاركة في القوافل التضامنية أثناء الثورة الليبية مما ساهم في مزيد تكريس وتحفيز ثلة من المواطنين على مواصلة المد التضامني الموجه الى العائلات المعوزة في وذرف من خلال هذا العمل الخيري وبعده الإنساني النبيل وأبرز أن الجمعية فضاء مفتوح لكافة الكفاءات والشرائح الاجتماعية المتطوعة سواء في التسيير أو الدعم المادي ومتفتحة على شراكة فاعلة مع مختلف مكونات المجتمع المدني ومتنفسا للأسر المعوزة في هذه الربوع. وأوضح السيد لعروسي قديم أنه لإضفاء أكثر نجاعة على أداء الأعضاء وإكساب الشفافية والمصداقية في تحديد المنتفعين بتوخي السرية المطلقة في التعامل مع الملفات الاجتماعية وتقديم المساعدات الممنوحة لمستحقيها اعتمدت الجمعية على لجان عمل تهم التبرعات والتموين والبحوث الميدانية حيث بادرت الجمعية بإنشاء قاعدة بيانات خاصة من خلال دراسة وضعيات الأسر دراسة دقيقة وموضوعية مما ساعد على اكتشاف وضعيات اجتماعية متردية جدا بالإضافة إلى مزيد إحكام التنسيق والمتابعة وتوثيق مختلف الأنشطة من صادرات وواردات التي تهم العطاءات العينية والنقدية. وأشار إلى أن تدخلات الجمعية التي تساهم في إدخال البهجة والسرور على العائلات المحتاجة تركزت على مساعدة المرضى على تيسير مصاريف العلاج وتوفير الأدوات المدرسية للأيتام والفقراء من التلاميذ وتقديم المساعدات النقدية والعينية خاصة خلال المناسبات الدينية وتوزيع الأدوات والأجهزة المنزلية المستعملة بعد صيانتها. وأضاف أنه رغم أهمية هذه الأنشطة الإنسانية فإن هذه الجهود تبقى في أمس الحاجة إلى دعمها من مواصلة أبناء وذرف في تأمين جمع المساعدات الاجتماعية.
ومن جانبه أعطى السيد كمال محمود أمين المال بسطة شاملة عن الموازنة المالية منذ تأسيس الجمعية حيث أشار إلى أن جملة المداخيل بلغت 23 مليونا و160 دينارا فيما وصلت قيمة المصاريف إلى 19 مليونا و193 دينارا لتغطية مشتريات مواد غذائية وأدوات مدرسية ولوازم صحية ومواد طبية على غرار الحفاظات والأدوية وتهيئة وتأثيث مقر الجمعية إلى جانب المساعدات المالية التي بلغت 13 مليونا و240 دينارا وأكد أن الجمعية تحصلت على 329 مطلبا مساعدة اجتماعية تم قبول منها 193 مطلبا ورفض 70 وإعادة النظر في 66 مطلبا وأكد أيضا ضرورة التفكير بجدية في توفير موارد قارة تضمن استمرارية مساعدات الجمعية. وتناول المشاركون في أشغال هذه الجلسة بالدرس شواغل الجمعية ومكانة النسيج الجمعياتي ذي الطابع الخيري والاسعافيّ والاجتماعيّ لدى أبناء مدينة وذرف المستقرين بمسقط الرأس والمقيمين خارج حدود الوطن الذين عبروا عن استعدادهم للمساهمة في تحقيق أهداف الجمعية فأكدوا أنه تزامنا مع ما تشهده بلادنا من تنامي عدد الجمعيات والمنظمات إثر ميلاد ثورة الكرامة والحرية فقد بات من الضروري أن تشهد مدينة وذرف الانطلاقة الواعدة للنسيج الجمعياتي في النهوض بالمستوى الاجتماعي للسكان والقضاء على بؤر الفقر ولو تدريجيا كما عبروا عن استعدادهم للمشاركة في تحقيق أهداف الجمعية من خلال دعمها ماديا. كما التزم بعض الحاضرين ببعث لجان تنسيقية بكل من باريس وليون وسلطنة عمان وذلك لمزيد حث أبناء وذرف المقيمين بالخارج على الوقوف إلى جانب الجمعية بالإقبال على التبرعات ومعاضدة هذا العمل التطوعي والنشاط الخيري إلى جانب تمكين الجمعية من سيارة تجارية. وأوصى الحاضرون أيضا بضرورة تشجيع أصحاب الحرف اليدوية ضمن صناعات السعف والمنسوجات الصوفية وغيرها من خلال توفير المواد الأولية وتأمين ترويج المنتوج وتبني الجمعية لمشاريع صغرى جادة لرعاية الأيتام والأرامل والمعوقين. ومن جانبنا نؤكد أهمية نشاط جمعية بيت الخير وذرف الاجتماعي والتضامني في الإحاطة الشاملة والرعاية المتواصلة بالفئات الاجتماعية المعوزة ومحدودية الدخل بإيجاد أساس متين لتقوية روح المحبّة والإخاء وتوثيق عرى التّماسك بين أفراد المجتمع.