تعاني عديد الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية بالمهدية مثل «الطاهر صفر» و«هيبون» و«طرمس» و«الأكواش» من نقائص عديدة في المرافق العمومية والبنية الأساسية وخاصة على مستوى تعبيد الأنهج ومدّ الأرصفة وتركيز شبكة التنوير العمومي... فهل من حلول؟
فبالرغم من قيام وكالة التهذيب والتجديد العمراني بإعداد الدراسات الفنية لانجاز مشروع تهذيب حي «برج عريف» على سبيل المثال بكلفة تفوق ثلاثة ملايين دينار وهو برنامج تدخل طموح لهذا الحي الشعبي ب125 وحدة تنوير عمومي و7 كيلومترات طرقات وأرصفة وحواشي وتحسين 50 مسكنا، وبناء قاعة متعددة الاختصاصات وملعب حي، إلا أن هذه التجهيزات الجماعية تتطلب توفير عقارات فالبلدية تفتقد للرصيد العقاري بما يعيقها عن انجاز مشاريع حيوية بالمدينة على غرار مسلخ بلدي أو مصب مراقب للنفايات مما يطرح تحديا كبيرا للبلدية فلا يعقل أن تبقى مدينة المهدية السياحية دون مشاريع بيئية وصحية استثمارية.
وقد كانت تتوفر بالمنطقة ثلاثة عقارات فوّت في اثنين منها بالمزاد العلني وبقي عقار في أطراف الحي لا يفي بالغرض ليطرح تساؤلا عن مردودية التفويت في العقارات ؟ والخوف أن يتم استغلال هذه العقارات على حساب المناطق الخضراء التي يبقى الحي السكني في أمس الحاجة إليها لأن أغلب المساحات الخضراء استغلتها الوكالة العقارية للسكنى كمساكن إضافية لنتساءل مرة أخرى عن الوضع البيئي بالمهدية الذي خلّف أكثر من نقطة استفهام.
والملفت للانتباه في بطاقة المشروع لحي «برج عريف» غياب برامج الأنشطة المنتجة والتشغيل والتكوين بإحداث وتدعيم مشاريع في المهن الصغرى والصناعات التقليدية مما سيمّكن من توفير مواطن شغل للشباب العاطل عن العمل، إضافة إلى غياب برنامج لتصريف مياه الأمطار، فالحي يعتبر مجالا نشطا «لوادي بن سليمان» ويمكن في إطار دعم الموارد المائية بالمدينة التي تعاني النقص الفادح في مخزونها المائي أن يبرمج مجمع مائي تستفيد منه المنطقة السقوية المحاذية «ببئر بن كاملة». وفي المقابل ينتظر سكان العديد من الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية بمدينة المهدية كالطاهر صفر و«طرمس» و«هيبون» و«الأكواش» أن تشملهم مشاريع التهذيب لأحيائهم بما يسهم في تحسين ظروفهم الحياتية، وتوفير أدنى مقومات العيش الكريم، وفك عزلتهم، وإعادة الاعتبار للمدينة العتيقة التي تضررت من الإهمال والنسيان ومن طغيان نظرة «متحفيّة» في القطاع السياحي، والعمل على تحويلها إلى فضاء عيش واستثمار ومجال يمكن أن يوفر موارد رزق لطالبي الشغل. «دار تونس» في ايطاليا تتجمّل
انطلقت منذ أيام أشغال تزويق وتجميل «دار تونس» بمدينة «مادزار دالفالو» الايطالية من قبل مهندسي ديكور وحرفيين مختصين في التزويق والنقش أصيلي مدينة المهدية. وقد وضعت مدينة «مادزار دالفالو» الايطالية مبنى «دار تونس» على ذمة بلدية المهدية لاستغلالها والتصرف فيها، وهي فضاء معدّ للتعريف بالمخزون الثقافي والتراثي التونسي.
هذا العقار يتكون من ثلاثة طوابق مشيّدة على مساحة جملية تقدر بحوالي 400 متر مربع تمثل مشروعا نموذجيا يندرج في إطار تمتين علاقة التوأمة بين المدينتين التي تم إعادة تفعيلها اثر زيارة وفد من بلدية «مادزار دالفالو» خلال شهر مارس المنقضي إلى ولاية المهدية.