خصصت إدارة مهرجان سوسة الدولي في برمجة دورتها ال 54 سهرة خاصة لتكريم الفنانة الراحلة وردة الجزائرية نفذتها موسيقيا وبكل حرفية فرقة «دندنة» بقيادة الأستاذ سفيان لخشين بمشاركة الفنانات : أسماء بن أحمد التي أظهرت قدرات صوتية كبيرة وعلياء بلعيد وهند النصراوي. العديد من الأغاني أعادت الجمهور الذي حضر بعدد محترم إلى مختلف المحطات الفنية التي وشحت مسيرة هذه المطربة التي لم تستطع الموجات الجديدة طمسها ولا حتى مسايرة القيمة الفنية لأغانيها رغم ما افتقده هذا الحفل من أغان في نوعيات موسيقية أخرى كان من الممكن إدراجها تنويعا للبرنامج المقدم .
ورغم قصر حداثة تواجدها في الساحة الفنية فإن الفنانة الشابة أسماء بن أحمد أكدت في هذا الحفل عمق قدراتها الصوتية مما جعلها تخطف الأضواء وتفرض إعجاب الجمهور الحاضر الذي صفق لها طويلا فيما خابت انتظارات هذا الجمهور من الأداء الباهت والقدرات الصوتية المتواضعة للشابة هند النصراوي والتي لم تنسجم مع مثل هذه النوعية من الأغاني ورغم توفرها في صوت علياء بلعيد إلا أن هذه الأخيرة اختارت الاستسهال وإضفاء صبغة «تنشيطية» على أدائها في خلط بين أجواء الأعراس والأجواء الطربية وأدخلت تغييرات شوّهت الأغاني المؤداة وانضمت إلى هند النصراوي في إساءة غير مباشرة لعملاقة الفن العربي المرحومة وردة في ليلة تكريمها . وفي تعليقه على مثل هذا الأداء من طرف هاتين الفنانتين أكّد السيد سفيان لخشين قائد الفرقة ل»الشروق» أن تواجد الشابة هند النصراوي في هذا الحفل لم يكن من اختياره !!! وأن علياء بلعيد أرادت أن تضفي بطريقتها الخاصة بعض الأجواء على الحفل !، فيما أكّد لنا الأستاذ وسيم الشاهد أحد عازفي الفرقة أن علياء بلعيد لم تظهر مع الفرقة إلا لحظات العرض ولم تتدرب معها ولوحصة واحدة فيما حضرت الفنانتان أسماء وهند يوما قبل العرض فقط !
ومهما كانت الأسباب فلا يمكن اعتبارها مبرّرات خاصة في سهرة تكريمية لأحد عمالقة الفن العربي مثلما لا يمكن بأي حال التدخل في اختيارات قائد الفرقة الموسيقية الفنية وفرض عليه اسم دون آخر وخاصة إذا كان هذا الاختيار دون المستوى المطلوب ، فكان على هيئة المهرجان في أقل الحالات مراقبة سير تحضيرات هذا الحفل والوقوف على حيثياته ورغم هذه الهنات فإن التميز إلى جانب أداء الفنانة أسماء بن حمد استحقته أيضا الفرقة المصاحبة والتي أحسن قيادتها والتنفيذ الموسيقي الأستاذ سفيان لخشين.