أخيرا تحقق حلم الفنانة علياء بلعيد باقامة حفلها الشخصي على ركح مهرجان قرطاج الدولي الذي انطلقت منه ذات صيف 1985 ضمن نهائيات نادي المواهب... الحفل أقيم مساء الخميس الماضي (22 جويلية 2004) وحضره جمهور غفير فاجأ كل المتتبعين بكثافته التي لم يكن يتوقعها أحد خصوصا وأن المهرجانات تعرف عزوفا جماهيريا محيرا... ايقاع علياء غنت على امتداد ساعتين تقريبا كانت كافية لتقديم أفضل ما في رصيدها من أغان مثل «أنا ما اشتهيت» لعبد الرحمان العيادي و»غلاب» لعادل بندقة و»يعجبني فيك» لشكري عمر الحناشي و»أغراب» لعبد الحكيم بلقايد و»نسمة شالها» و»نتذكر» و»أنت» وغيرها من الأغاني الجميلة التي زادها التنفيذ الموسيقي للفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة الأستاذ عبد الرحمان العيادي بهاء. ما يربو عن عشرين أغنية قدمتها المطربة علياء بلعيد في هذه السهرة التي اختارت لها عنوان «الخمائل» أغان تراوحت بين القصائد والأغاني الخفيفة الى جانب أغنية «الأطلال» لأم كلثوم و»أرقص وغني» للراحل محمد الجموسي. اختيار هذه الأغاني وتوزيعها على امتداد السهرة فيه الكثير من الحرفية والذكاء الفني باعتبار أنها أعطت توازنا للعرض وايقاعا تصاعديا يفرض المتابعة على الحضور. أريحية المطربة علياء بلعيد غنت في هذا الحفل كما لم تغن من قبل، وأجادت الغناء في كل الأنماط واللهجات الموسيقية أبدعت في القصيد وتميزت في الأغاني الخفيفة وتألقت في الشرقي (الأطلال)... علياء غنت بأريحية كبيرة واستطاعت السيطرة على الحفل كما ينبغي ونجحت في ربط جسر من التواصل مع الجماهير وكل هذه المعطيات تبرز النضج الفني لهذه المطربة وحرفيتها كما يقيم الدليل على أن هذا النجاح ليس وليد الصدفة بل هو ثمرة عمل تواصل لسنوات طويلة ونتيجة حتمية لعمل جبار قام به فريق عمل متكامل... هذا النجاح الفني الجماهيري الذي حققته المطربة علياء بلعيد في حفل قرطاج يمكن اعتباره ميلادا فنيا جديدا لعلياء وانطلاقة جديدة في مسيرتها الفنية، فهي مطالبة باستثمار هذا النجاح والتخطيط للمراحل المقبلة لعل أهمها الانتشار العربي خصوصا وأنها تمتلك كل مقومات النجاح، الصوت والحضور الركحي والحرفية. عرض «الخمائل» ميلاد فني جديد لعلياء بلعيد وانطلاقة فعلية لمهرجان قرطاج الدولي.