«النظام الجمهوري» يمثّل احد المكتسبات والرموز الوطنية عند من يعتبره اللحظة الفاصلة بين ظلمة النظام «الاستعماري الاستبدادي» وبريق «نظام وطني «ومن يرى انه من تركة استعمارية وبصمة غربية في دولة «عربية مسلمة». «الشروق» وضعت صاحبي الرأيين وجها لوجه. عصام الشابي : النظام الجمهوري من المكتسبات ومعارضوه يحنون الى «الاستبداد» قال الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري ونائب المجلس التأسيسي عصام الشابي ان بعد الثورة ارتكز الشعب التونسي على كل ما هو محل توافق لكن البعض من الاقليات تشغل نفسها بالتساؤل حول هذه الثوابت او المكاسب . واكد الشابي ان النظام الجمهوري هو النظام الذي اقره التونسيون بعد تحرر الإرادة الوطنية من الاستعمار واشار الى ان تونس التحقت بهذا النظام وتخلت عن النظام الاسري حيث كان من مشمولات «الاسرة الحاكمة» ان تتولى ادارة شؤون البلاد.
واضاف الشابي ان الصيحة التي يطلقها حزب التحرير وتكفيره للنظام الجمهوري هي صيحة من حزب لا يؤمن بالمكاسب وبالديمقراطية . واضاف ان النظام الجمهوري يعطي السيادة للشعب ولا احد أعطى توكيلا لحزب التحرير ليتكلم باسم الدين وادخال الكفر والايمان في كل تفاصيل ادارة الشأن العام وادخال الحلال و الحرام في كل شيء. واعتبر الشابي ان هذا التصرف يعتبر «جهلا بالدين» ومن يريد الغاء النظام الجمهوري يريد فرض وصاية على الشعب وله حنين لأنظمة استبدادية ماضوية تتغلف باسم الدين .
وأكد عصام الشابي ان الدين يمكن ان يلقى الرعاية من نظام مستمد من الشعب و يستمد الحاكم شرعيته من الشعب الذي يحدد شرعية الحاكم وامكانية التجديد له من عدمها. واشار الشابي الى ان تكفير النظام الجمهوري «دعوة استبدادية لمجموعات تربت خارج الفكر الديمقراطي» واكد ان النظام السياسي لا ننظر له اين تربى في تربة شرقية او غربية, مؤكدا اننا في تونس نطمح لإرساء جمهورية ثانية تتخلص من الاستبداد الذي ثار التونسيون للقطع معه.
رضا بالحاج : منهج الحكم الجمهوري «كافر» وصدى للغرب
قال الناطق الرسمي باسم حزب التحرير رضا بالحاج ان من يقدمون النظام الجمهوري يعطونه «الصفة العقائدية» وهذا منهجيا يدل على ضعف الفكر السياسي, واشار الى اننا «اصبحنا صدى لما هو موجود في الغرب» مؤكدا ان «كل الأنظمة التي كانت على رقابنا هي أنظمة جمهورية ,فتونس عاشت تجربتين للنظام الجمهوري, وجيراننا في ليبيا عانوا من النظام الجماهيري, اضافة الى ما يرتكبه النظام الجمهوري في سوريا».
واضاف بلحاج «منهجيا نحن على خطإ، فمن وجهة نظر حزب التحرير هذه الأمة لها طراز عيش خاص وحتى بعض المستشرقين بحثوا وقالوا ان الاسلام كان سباقا في عدة نظم كنظام الشورى».
وقال بلحاج «قمنا بتفصيل عنصرين الأول يتعلق بان القانون والشرع يجب أن يكونا من مرجعية إسلامية بالرجوع الى الفقهاء، والسلطان يكون بيد الامة» مؤكدا ان حزب التحرير يقول بان الرئيس ينتخب بالأغلبية, و مجلس الشورى يحاسب ويتابع وفي عديد المسائل رأيه حاسم ومجالس الولايات لا بد من انتخابها واشار الى ان كل هذه العناصر مبيّنة بأدلة شرعية.
واضاف ان «نظام الحكم الاسلامي يضمن حل كل اشكاليات الحكم» مشيرا الى ان «كل نسق خارج عن الدائرة الاسلامية بقطع النظر عن العلم ,فان منهجه كافر». وشدد بلحاج على انه لا يكفر الاشخاص بل يكفر المنهج, ملمحا الى ان «الله منحنا فرصة في هذه الثورات لاتباع مناهج جديدة» مشيرا الى انه لم تتم استشارة الداعين لحكم اسلامي في منهج الحكم الذي يرغبون فيه ,موضحا انهم «عرضوا منهج الحكم الذي يدعون له على قضاة فانبهروا بمحتواه», وتساءل عن سبب الاستعلاء عن مناقشة مضمون الحكم الاسلامي الذي تم رفضه دون النظر اليه اصلا.