أعلن وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال استقالته من منصبه بعد تعرضه لانتقادات «لفشله» في وقف موجة من الهجمات على أضرحة لمتصوفة قام بها «متشددون سلفيون» مما أثار المخاوف من انتشار العنف «الطائفي». نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في مكتب وزير الداخلية الليبي قوله «قدم (الوزير) استقالته احتجاجا على انتقاد بعض النواب الحكومة ودفاعا عن الثوار،» في اشارة الى رجال الميليشيات السابقين الذين انضموا الى قوات الامن. وكان مهاجمون وصفهم بعض المسؤولين بأنهم اسلاميون محافظون او سلفيون متشددون قد دمروا موقعين دينيين للمتصوفة في مدينة زليتن بغرب البلاد والعاصمة طرابلس يومي الجمعة والسبت.
وعقد المؤتمر الوطني الليبي العام المنتخب حديثا اجتماعا طارئا الأحد في شأن الهجمات وانتقد قوات الامن الحكومية لعدم قيامها بمنع الهجمات. وقال زياد مفتاح مساعد وزير الداخلية ان الوزير فوزي عبدالعال قدم استقالته احتجاجا على ما وصفها بعبارات غير مقبولة من المؤتمر الوطني.
وضع غير مقبول
لكن الشىء الغير مقبول في ليبيا هو تواصل العنف المتعدد الأشكال الذي طال مسؤولين سياسيين وعسكريين و مقرات أمنية ثم عددا من الزوايا و الأضرحة وفق ما خلص اليه سياسيون ليبيون .
ويواجه حكام ليبيا الجدد صعوبات في السيطرة على الجماعات المسلحة التي تتنافس على السلطة بعد عام من الثورة التي اطاحت بالقذافي. وزادت حدة التوتر على نحو خاص بين اتباع الصوفية والسلفيين الذين يرفضون الكثير من العبادات الصوفية ويعتبرونها وثنية. ويضم مسجد الشعاب في طرابلس ما يقرب من 50 ضريحا للأئمة صوفيين وبداخله ضريح رجل الدين الصوفي الليبي عبد الله الشعاب. وقال مسؤول من المجلس العسكري في زليتن إن مهاجمين استخدموا قنابل محلية الصنع وجرافة يوم الجمعة لهدم ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر في المدينة التي تبعد نحو 160 كيلومترا الى الغرب من العاصمة.
وقالت شخصيات صوفية ان الكثير من اتباع الطرق الصوفية يشعرون بالقلق من امكانية اتساع نطاق تلك الهجمات. وقال مكي علي وهو صوفي واستاذ جامعي من زليتن إن هذه العصابات تكن كراهية شديدة لنمط حياة الصوفيين وتريد محوهم من على الساحة الليبية. وأضاف ان الصوفيين يخشون ان تبدأ «هذه العصابات» حملة شعواء وتهاجمهم في منازلهم ما لم تسيطر الحكومة على الاوضاع الامنية. وخلال الاجتماع الطاريء قال اعضاء من المؤتمر الوطني الليبي ان قوات الامن وبصفة خاصة وزارة الداخلية لم تبذل جهدا كافيا. وأ دان رئيس الوزراء الليبي عبد السلام الكيب افعال المهاجمين لكنه قال ان ليبيا لا تزال بحاجه إلى انشاء قوة شرطة منظمة على نحو كامل.
غضب الليبيين
وفي طرابلس، لبى العشرات أمس الأول الدعوة التي اطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي للتظاهر في ساحة الجزائر في وسط العاصمة الليبية للتنديد بهدم اضرحة الاولياء والصوفيين رافعين بالخصوص شعارات تدين التطرف وتؤكد «أن ليبيا ليست أفغانستان في اشارة الى تشبه المتشددين الليبيين بحركة «طالبان» الأفغانية. وندد رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف بتدمير التراث الثقافي والاسلامي الليبي واعدا بملاحقة مرتكبي هذه الاعمال..
وفي اجتماع طارىء للمؤتمر الوطني حضره اعضاء الحكومة الليبية، دافع رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب عن انجازات حكومته مؤكدا ان الاجهزة الامنية ادت دورها في شكل فاعل ونجحت في إحباط مؤامرات عدة واعتقال مسؤولين عن اعمال تخريب.
ودعا الكيب المؤتمر الوطني الى الاسراع في اصدار قوانين تجرم حمل السلاح والتعرض للرموز التاريخية والدينية.. من جهته، اوضح وزير الدفاع اسامة الجويلي ان اكبر صعوبة تواجهه هي «احتلال» مجموعات من الثوار السابقين الذين يرفضون الاندماج في وزارة الدفاع لمواقع عسكرية استراتيجية.
أعلنت وزارة الداخلية مصادرة مئة الية مدرعة و26 قاذفة صواريخ داخل ثكنة تبعد 60 كلم جنوب شرق طرابلس، مؤكدة ان المجموعة التي كانت تسيطر على الثكنة هي ميليشيا من انصار النظام السابق يدعي افرادها انهم من الثوار.. وأعلنت كتيبة أحرار ليبيا أمس حلّ نفسها وتسليم أسلحتها كاملة وانضمام كافة أفرادها للجيش الليبي.