بعد أشهر من الانقسامات والعاصفة التي مر بها وبعد عقد مؤتمره الثاني دخل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية مرحلة جديدة قد يكون عنوانها إعادة البناء والتقارب بين قيادة الحزب الحالية والشق المنفصل عن الحزب قبل أشهر. قال رئيس حركة وفاء وأحد أبرز القيادات السابقة في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عبد الرؤوف العيادي إن إمكانية التقارب والحوار والدخول في ائتلاف حزبي مع حزب المؤتمر واردة وإن المرحلة الراهنة التي تعيشها تونس تقتضي ما عبر عنه بتجميع القوى.
وأضاف العيادي في تصريح إذاعي أن المؤتمر الثاني لحزب المؤتمر قد أظهر الكثير من الأشياء الايجابية وأنّ التقارب مع المؤتمر يمكن أن يكون في شكل ائتلاف أو تنسيق أو «شكل آخر».
وأشار العيادي إلى أنّ «امكانية ترشيح المنصف المرزوقي لمنصب الرئاسة في الانتخابات القادمة غير مطروح حاليا بالنسبة إلى حركة وفاء». وكان عبد الرؤوف العيادي يشغل خطة الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية من ديسمبر 2011 إلى شهر أفريل 2012 حين قرر الحزب نزع الأمانة العامة منه بعد الخلاف الحاصل مع الشق الحكومي التابع للحزب، وأسس العيادي بعد ذلك مع عدد من المنشقين عن المؤتمر من أجل الجمهورية حزبا سمّاه حركة وفاء. وعرف حزب المؤتمر منذ ذلك الحين موجة من الانقسامات كادت تعصف به، حيث أعلن 12 نائبا من كتلة المؤتمر - غداة سحب الأمانة العامة من العيادي في 19 أفريل الماضي – انشقاقهم من الكتلة وعاش الحزب على وقع التجاذبات بين الشقين إلى حين انعقاد المجلس الوطني يومي 12 و13 ماي 2012 بتطاوين وانتخاب محمد عبو أمينا عاما وتحديد موعد المؤتمر الثاني للحزب الذي انعقد الأسبوع الماضي وتم خلاله انتخاب عبو أمينا عاما وانتخاب المكتب السياسي الجديد للحزب.
وكان أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية محمد عبو أعرب في اختتام المؤتمر الثاني للحزب قبل أيام عن أمله في عودة العيادي إلى المؤتمر دون أن يوضح صيغة هذه العودة، كما تحدثت مصادر عن لقاءات عقدها العيادي مع الرئيس المنصف المرزوقي خلال الأسابيع الأخيرة والتي قد تكون مقدمة للتقارب الذي تحدث عنه العيادي.
ويرى مراقبون أن هناك مؤشرات للتقارب بين حركة «الوفاء» التي تنتظر الحصول على تأشيرة العمل القانوني وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية خصوصا بعد المؤتمر الاخير للحزب.