حق الطفل في التكوين والترفيه مبدأ وضعه حيز التنفيذ المركز الثقافي الدولي بالحمامات بإدارة الفنان فتحي الهداوي الذي حاول منذ تعيينه في هذه المهمة أن يدخل ديناميكية جديدة على عمل المركز بالتفتح على المحيط المحلي وتنويع الأنشطة الموجهة لمختلف الشرائح العمرية. المبادرة نظمها مهرجان الطفل الذي افتتح يوم 16 جويلية واختتم في اجواء طيبة يوم 24 أوت 2012.
ففي إطار مهرجان الحمامات الدولي تواصل مهرجان الطفل داخل مختلف فضاءات المركز الثقافي المفتوحة منها والمغلقة والتي تحول العديد منها إلى ورشات متعددة جمعت بين التكوين والتنشيط والترفيه بإشراف العديد من المختصين والفنانين وبمشاركة حوالي 50 طفلا وزعوا على 5 مجموعات نشاط بهدف التداول على مختلف الورشات حسب البرنامج المحدد.
«الشروق» واكبت جانبا من انشطة ورشات الألعاب السحرية والسرك وفن الرسم والحفر والرقص الكلاسيكي ولاحظنا مدى تفاعل واهتمام الأطفال بالمادة المقدمة لهم كما وجبت الإشارة إلى أن كل مشارك يمر اسبوعيا على 20 ورشة بمعدل 4 ورشات يوميا صباحية ومسائية إلى جانب فترة الراحة وتناول الغداء داخل المركز. والأكيد أن تكون جملة هذه الورشات قد ساعدت الطفل على اكتشاف مواهبه وتنمية قدراته الحركية والذهنية وحتى العلائقية مع بقية الأطفال والمؤطرين ففي مجال الفنون التشكيلية نجد الرسم و الحفر و فن السيراميك والأقنعة و التصوير الفوتوغرافي إلى جانب الرقص الكلاسيكي و الرقص الإفريقي والهيب هوب والتعبيرات الحرة والموسيقى والمسرح و السينما وفي مجال اللغات نجد الأنقليزية و الفرنسية مع ورشة البستنة و البيئة وأما في المجال الرياضي نجد السباحة والأشرعة وركوب الخيل.
وقد اختتم المهرجان مساء الجمعة بتنظيم حفل على ركح مسرح الهواء الطلق بحضور السيد مهدي المبروك وزير الثقافة الذي واكب بعض اللوحات من الأمسية وعبر عن اعجابه بهذه البادرة الطيبة التي ذكرته حسب قوله بطفولته...فالطفل بدون منازع كان نجم الحفل الذي شهد خاصة حضور اولياء وعائلات المشاركين صغارا وكبارا والذين تجاوبوا واستمتعوا بمختلف الفقرات التي افتتحت مع فنان الصغار رضا «ديكي ديكي» قبل فسح المجال لتقديم نماذج من ابداعات الأطفال في عديد الورشات منها لوحة المهرج والأغاني ولوحات الرقص الكلاسيكي و«الهيب هوب» والمسرح إلى جانب عرض صور لانشطة كل الورشات على شاشة المسرح واختتم الجزء الأول من السهرة برقصة على الانغام الإفريقية بمشاركة كل الأطفال ومؤطريهم كما خصص الجزء الثاني من السهرة لعرض شريط «مدغشقر3» في إطار ليالي السينما وقد عبر لنا السيد فتحي الهداوي مدير المهرجان عن سعادته بنجاح هذه التجربة وبردود الافعال الإيجابية جدا من الأطفال انفسهم و من اوليائهم خاصة ومضيفا ان مواكبته الدقيقة لعمل الورشات جعلته يقف على حقيقة التطور الذي سجله الأطفال بفضل عمل كل المؤطرين...
كما حاولنا رصد انطباعات بعض الأولياء التي كانت جميعها منوهة بهذه التجربة و افادنا احدهم أن الجانب البيداغوجي والنفسي مطلوب أكثر في تكوين المؤطر حتى ينجح في التعامل مع الطفل... كما وجبت الإشارة إلى أن هذا النشاط لا تقدر عليه إلا العائلات الميسورة بدفع 20 دينارا يوميا على كل طفل كما علمنا ان النية متجهة إلى مواصلة هذه التجربة الناجحة عموما والتي يجب ان يكون جانبا منها منفتحا على أبناء العائلات من ذوي الدخل المتوسط والمحدود وهذا ما سيتطلب ايجاد الموارد المالية اللازمة من دعم الوزارة وغيرها.