سيطر مسلحو تنظيم القاعدة على مدينة «دوينتزا» الاستراتيجية التي تقع وسط مالي لتتسع بذلك رقعة سيطرتهم شمالي البلاد فيما أوردت مصادر مطلعة إمكانية إعدام الديبلوماسي الجزائري المختطف لدى الجماعات الإرهابية . وقال سكان محليون إن مواجهات قصيرة وقعت بين عناصر الجماعة التي تطلق على نفسها اسم حركة «التوحيد والجهاد» ومسلحين محليين كانوا يقومون بحماية المدينة، وذلك قبل أن يتمكن المسلحون الإسلاميون من السيطرة على المدينة.
يشار إلى أن «دوينتزا» تتمتع بأهمية استراتيجية لأنها تجعل المسلحين الإسلاميين أكثر قربا من مناطق جنوب غربي البلاد التي تسيطر عليها القوات الحكومية. وقال سكان وشهود عيان من «دوينتزا» إن سيارات ذات دفع رباعي اقتحمت البلدة صباح أول أمس السبت وعلى متنها عشرات من المسلحين الملتحين. ونقلت مصادر إعلامية متطابقة عن «عمر ولد حماحا» قائد المسلحين الذين كانوا يتولون حماية البلدة قوله إن «المسلحين فرضوا طوقا حول المدينة وطلبوا من المسلحين المحليين الاستسلام».
وأضاف «أجرينا اتصالات في محاولة لطلب إمدادات ولكن عندما لم يظهر أحد قررنا القاء السلاح». وقال سكان محليون إنهم شاهدوا بعض المسلحين أثناء فرارهم من المدينة هربا من المتشددين. وكانت مالي حتى بداية هذا العام من أكثر دول غرب إفريقيا استقرارا غير أنها شهدت منذ ذلك الحين تمردا للطوارق وانقلابا عسكريا وسيطرة َالمليشيات المسلحة على شمال البلاد.
وكان المتشددون المسلحون يقاتلون إلى جانب انفصاليي الطوارق ولكن خلافا نشب بينهما، ويسيطر المتشددون في الوقت الراهن بمفردهم على شمالي مالي. ويواجه هؤلاء المتشددون تهم ارتكاب جرائم حرب، ويسعون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية. ويخشى الغرب من ان يصبح شمالي مالي ملاذا آمنا للجماعات الموالية لتنظيم القاعدة.
في هذه الأثناء , أعلنت «حركة التوحيد والجهاد» فرع تنظيم «القاعدة» عن اعدام نائب قنصل الجزائر بمدينة «جاو» التي تقع شمالي مالي بعد انقضاء المهلة التي حددتها للحكومة الجزائرية.
وكانت «حركة التوحيد والجهاد» بغرب افريقيا قد تبنت اختطاف سبعة دبلوماسيين جزائريين من قنصلية الجزائر بجاو شمالي مالي مطلع افريل الماضي. وحملت الحركة في بيان نشره الموقع الالكتروني الموريتاني «صحراء ميديا» الحكومة الجزائرية مسؤولية إعدام الدبلوماسي طاهر تواتي بسبب ما سمته تراجع المفاوضين الجزائريين عن التوقيع على اتفاق لتحرير الرهائن المحتجزين لديها في اللحظة الاخيرة.
وكانت الحركة طالبت بالإفراج عن ثلاثة من أعضائها كان الامن الجزائري اعتقلهم بمدينة غرداية (600 كيلومتر جنوب البلاد) ومبادلتهم بالدبلوماسي طاهر تواتي. وفي ذات السياق , أرسلت الجزائر ما يزيد عن عشرة آلاف جندي لإغلاق المنافذ الحدودية الفاصلة بينها وبين كل من النيجر ومالي وموريتانيا مع مهمة خاصة ثانية تقضي بتطويق المسالك الصحراوية المهجورة.
وقالت مصادر مالية مطلعة إن الضغوط الفرنسية المتواصلة، وآخرها زيارة وزير الخارجية الفرنسي الجديد، لوران فابيس، التي لم تفلح في حمل الجزائر على مراجعة موقفها من العمل العسكري المحتمل لتحرير الشمال المالي و»تطهيره» من العناصر الجهادية.
وأضافت المصادر بأن مستويات التفاعل مع تطورات الوضع الميداني ما تزال محدودة بالرغم من جهود آلية «دول الميدان» التي تجمع مالي نفسها بكل من موريتانيا والجزائر والنيجر، وما تقوم عليه من إرادة معلنة لمواجهة التحدي الأمني.
وترفض الجزائر وبشكل حاسم، أي عمل عسكري خارج حدودها. وتفضل حلولا سياسية ودبلوماسية لتجاوز الأزمة السياسية في باماكو ومشكلة الشمال المالي. كما تعترض على كل صيغة للتعاون مع أطراف أخرى من خارج دول الميدان قد يكون من انعكاساتها المباشرة نشر قوات أجنبية على حدودها.