ظهرت الدعوة إلى إقامة دولة الخلافة بعد الثورات العربية في جمهورية مصر العربية حيث تعاظم الخلاف بين أجنحة السلفيين المصريين على خلفية الاعتداءات علي بعض المواطنين بحجة إقامة الحدود. وكانت مجلة روز اليوسف المصرية قد أجرت أول حديث صحفي مع عبد الله شاكر رئيس جماعة أنصار السنة السلفية ورئيس مجلس شوري دعا فيه إلى نموذج بديل للخلافة الإسلامية على اعتبار أن إعادتها ستكون أمرا صعبا الآن قائلا «إننا نريد مصر دولة دينية قائمة على الدين».
ويرى السلفيون في مصر أنّ الخلافة الإسلامية ليست دعوة لمصر فقط ويدعون إلى توافق بين جميع البلاد الإسلامية ليكون لهم خليفة، ويقول عبد الله شاكر أنه « لو وجدت الخلافة الإسلامية في مصر ستصبح مرجعية لبقية الدول ولكن لا أتوقع أنها مهمة في العصر الحاضر لأن الثورات التي قامت في بلاد إسلامية أخري مثل ليبيا واليمن والبحرين لو أن فيها مرجعية إسلامية يرجع الجميع إليها ويكون هناك خليفة للمسلمين يفصل في مثل هذه القضايا وتكون كل من في الدول الإسلامية ممثلون في دولة الخلافة ولهم صوت ورأي وموقف مع الخليفة لكان أمرا حسنا، ولكن تحقيق مسالة الخلافة الإسلامية صعب».
خطوة قبل الحلم
ويتحدث زعيم جماعة السلفيين في مصر عن البديل لدعوات إحياء الخلافة الإسلامية في مصر فيقول أن «الخطوة المطلوبة قبل إقامة دولة الخلافة تتمثل في تبنّي دعوة وحدة الأمة الإسلامية لتجتمع إلى الحق فإذا اجتمعت إلي الحق يسّر الله لها كل شيء». وسئل زعيم السلفيين عن وجود تعاون في الدعوة للخلافة مع جماعات أخرى مثل جماعة الإخوان المسلمين أو الجماعة الإسلامية باعتبار أن مرجعيتهم سلفية، فأجاب «فكرت جماعة أنصار السنة المحمدية أن تجمع شتات العلماء في مصر كلها من كل اتجاه وبالتالي عقدنا مؤتمرا لهؤلاء سميناه مؤتمر جمع الشمل تواصلنا فيه مع الدعوات الموجودة علي الساحة وطلبنا من الجميع آن نلتقي ونتحد ونتشاور فيما بيننا حتى إذا وقع بالمسلمين نازلة أو حدث شيء نفكر كيف نواجه هذه النازلة وانبثق من هذا المؤتمر مجلس شورى للعلماء حتي إذا جدّ جديد نتواصل مع هؤلاء العلماء وهذا تقارب وتوحيد للصفوف على منهج القرآن والسنة لان البعض قد يقول إننا نتفق مع جهات تخالفنا، ولكن الرد إننا نلتقي علي أسس عريضة ونجتمع على الحق ونواجه الناس بفكر ورأي ومعتقد صحيح قائم على مرجعية القران الكريم والسنة النبوية».
استهجان حلم الخلافة
وقد لقيت دعوة أنصار الجماعة السلفيين إلى الخلافة استهجانا لدى الشارع المصري وردة فعل سلبية في أوساط المثقفين معتبرين الحلم بعودة الخلافة محاولة لتقويض أسس الدولة المدنية التي تصون الحقوق الإنسانية الأساسية وتحميها وضرب لكل معالم الحداثة الفكرية وإعادة إحياء مظاهر قطعت معها الإنسانية منذ سقوط الخلافة العثمانية التي لم ير منها المسلمون والعرب غير الغبن والاستعمار والاستعباد واستنزاف الطاقات والثروات. واعتبر جلّ المؤرّخين والباحثين المتخصصين في تاريخ الأنظمة السياسية أن محاولة إعادة إحياء حلم الخلافة هو ضرب من الانقلاب على الحداثة وعلى الفكر التقدّمي واغتيال للعقل العربي ولتاريخ طويل من العقلانية السياسية المستنيرة.