تحدثنا في مناسبات سابقة عن تكريم الرياضيين من طرف الدول أو وجوب تكريمهم اعترافا لهم بجليل الخدمات التي قدموها للرياضة التونسية. وحفل التكريم في حد ذاته ليس إلا هدية معنوية تشعر الرياضي وخاصة عائلته أن عطاءه لم يذهب سدى، وفي كل بلاد العالم تقريبا يقع تكريم الرياضيين لما يصلون الى سن التقاعد حتى لا يشعروا أنهم خرجوا من الباب الخلفي...وعند مرورنا على قائمة الذين وسموا في قصر قرطاج مطلع الأسبوع الماضي من الأحياء والأموات اكتشفنا أن المصالح المختصة بوزارة الشباب والرياضة لم تكن منصفة في اختياراتها ولم تعتمد طريقة واضحة دقيقة في اقتراح الأسماء المستحقة للتوسيم...نقول هذا الكلام دون طعن أو تشكيك في قيمة الموسمين وأهليتهم واخلاصهم.
ولكننا نعتقد أن من وقع تناسيه كان أولى ممن وسموا...فالملاكم الأسطورة الفقيد الحبيب قلحية الذي منح تونس الميدالية البرنزية في الألعاب الأولمبية بطوكيو قبل 48 سنة وفاز قبلها بسنة بالميدالية الفضية في نابولي بإيطاليا خلال الألعاب المتوسطة في وزن فوق الخفيف كان جديرا بلفتة مثل هذه فحبيب قلحية الذي لبى داعي ربه منذ قرابة السنة كان يستحق التكريم فالرجل رفع الراية الوطنية في عديد المحافل الدولية والجامعة التونسية للملاكمة شاهدة على انجازاته وطنيا ومغاربيا ودوليا ولم يبخل بجهده في سبيل الرياضة التونسية...لكن ما حدث أخيرا من تجاهل لإنجازات الفقيد الحبيب قلحية أذهل الجميع ودفعهم الى إطلاق العديد من الأسئلة المتراكمة في مخيلتهم...ماهي الأسباب؟
كيف وقع التناسي وهل من فرصة جديدة للتدارك؟ نعتقد جازمين أن المصالح المختصة في وزارة الشباب والرياضة مدعوة للإجابة عن هذه الأسئلة وتبديد الحيرة قولا وفعلا؟