...صيف حافل...تلاه رمضان هادئ نوعا ما..وعيد وعودة مدرسية شغلت تفكير العائلات التونسية...التي سبقها...تنزيل للمرتبات قبل موعدها...مما جعل من شهر سبتمبر الأصعب على العائلة التونسية المتوسطة... في خضم معركة الحياة...والعيش...يعودالموسم السياسي...مثقلا بكثير من الغموض. ...هكذا يعتبره التونسي في حين يشبه آخرون أن المرحلة القادمة هي أشبه بفترة الشك...وأننا أمام طريق ذي اتجاهين فإما أن نرتقي إلى صنف الدول التي نجحت ثوراتها...وإما أن نعود الى الخلف بفعل القوى المضادة..
وفئة ثالثة ترى أن هذه الحكومة الحالية...تعاني من انفصام في الشخصية وأنها ماتزال تعمل في منظومة جعلت من المشهد السياسي ضبابيا.
متى يتفقون؟
....متى يتفقون؟.... هكذا تسائل بلخوجة زين العابدين متقاعد من شركة الكهرباء والغاز بالقول : «يبدو أن الأمور غير واضحة فهم أنفسهم بين بعضهم البعض غير متفقين والدليل الملف التلفزي الأخير حيث كان الاختلاف كبيرا ولم يكن ينقص الحوار الا الشتم فوزير الفلاحة يتحدث عن الجنة الموعودة والآخرون يعارضونه بشدة ...ها أنهم عادوا من العطلة الصيفية...فمتى يتفقون إذن؟ تونس لم تعد تونس قبل 14 جانفي فرجل الشارع أضحى واعيا جدا ويفهم ما يدور حوله...ثم ان كل شيء صار بالمكشوف الآن... والتونسي لم يعد يهمه من المرحلة القادمة الا الانتخابات فهو يريد دستورا يعبر عنه... ويريد أن تتضح الرؤية وأن تتقدم البلاد الى المراحل الموالية.
المشهد ضبابي
«المشهد ضبابي» وكل الأمور التي نراها ونعايشها غير واضحة... فالاستقرار والشغل والأمن كلها غاية المواطن العادي فقد ارتفع سعر البنزين مما يعني أن معلوم النقل والتنقل وما تبعه سيرتفع سعره...غلاء المعيشة معضلة التونسي في المرحلة القادمة وهو ما يهمه فعلا...» هكذا عبر كمال بن عثمان عن رأيه وهو موظف متقاعد مضيفا : «فقط أن تتوضح الرؤية لنفهم القادم فالضبابية كبيرة جدا».
الأمان قبل كل شيء
...راضية سالم مديرة مالية باحدى المؤسسات رأت من جهتها أن أهم مطلب للمرحلة القادمة هو الأمان... وأن الأمان واجب على أي حكومة تمسك بزمام الأمور أن توفره للمواطن مضيفة : «لقد صرت أخاف الخروج بعد السابعة مساء وأخاف على الصكوك البنكية من أن تتعرض للسرقة... التونسي يهمه أمنه وهو يريد العيش في أمان لذلك أرى أنه مطلب للمرحلة القادمة.
فترة الشك
...لكن كريم طالب جامعي أنهى دراسته وهو متخرج من مدرسة المواصلات بتونس رأى أن المرحلة القادمة هي أشبه بفترة الشك... معتبرا أنها مرحلة من الممكن أن تأخذنا الى طريق مثالي حيث يمكن توفير فرص الشغل والتكوين ويمكن لتونس أن تنضاف الى الدول التي نجحت ثوراتها يوما ما وبين طريق تحكمه القوى المضادة فتعود لنا الى حالة أسوء مما كما عليه.
مضيفا : «المرحلة القادمة هي نفسها مرحلة الشك وعلينا الانتظار فبعد الانتخابات تتضح الرؤية الأهم وما نتمناه هو أن تعمل الحكومة لمصلحة البلاد لا حسب الميولات السياسية.
ففترة الخمسة أعوام بعد الثورة هي الفترة الأهم لمستقبل تونس. ...الموسم السياسي في تونس...يشبه موسم التخفيضات عن بعد إذ بامكانك أن تفهم كل شيء وفي كل شيء...لكنك في الآن ذاته لا تفهم معنى لهذا الشيء إن كان هو الأزمة أم الحلّ؟ في حين يؤكد بعض من يفهمون في الشأن السياسي...أن السياسة الحقيقية تدار خلف الأبواب المغلقة وأن لتونس (صلاّحها).