يعتبر «فن الغرافيتيس» وسيلة تعبير بديلة خارج اطار الثقافة الرسمية والفضاءات المغلقة. فن تجاوز دائرة النخب المهيمنة على المشهد الثقافي ليكتسح جدران الشوارع ويتخذها وسيلة تواصل ليمرر رسائل مضمونة الوصول. في بلدة نصر الله الصغيرة صارت الجدران تحتفي بهذا الفن وصار جبل القرية الأجرد تكتسح بعض صخوره رسومات الغرافيتي والتاغ بين علم احمر واخر اسود تتباين الرؤى وتتمازج الأطروحات .
وسيلته في ذلك اللون المستخرج من قارورة رذاذ ملون ليصبح التعبير بعد ذلك باسم الجميع متاحا. تقف بلا اقصاء وتحتج بصوت الذين لا صوت لهم وفي فضاء الذين لا فضاء لهم غير الشارع يتباهون بامتلاك جدرانه ويمررون عبره صوتهم وصورتهم. والشاب سمير محفوظي هو أحد المولعين بهذا الفن. وهو من الذين يتدبرون أمورهم للحصول على وسائل تعبيرهم ويحاولون الارتقاء بتجاربهم الفنية من خلال الاحتكاك بتجارب بعضهم البعض ينقلون خبراتهم عبر الانترنيت ويتوقون الى أن يبلغوا بها المدى الأقصى...
وعن الصعوبات التي تعرقل مسار هذه التجربة الفنية لدى المتحمسين، قال سمير محفوظي ان صعوبة الوضع المادي لأغلب الشبان وغلاء أسعار مواد التلوين هو من اكبر الصعوبات التي تعيق العمل و»كذلك قلة الفضاءات التي بإمكاننا استخدامها دون تعد على الآخر بالإضافة الى رؤية بعض فئات المجتمع التي تنظر الى هذه الظاهرة الفنية سلبا وتصنفها خارج الاطار الفني المحترم» وقد يرجع هذا حسب قوله الى جرأة الطرح وطريقة التناول للموضوع الذي لا يروق للبعض وانا شخصيا أتمنى ان ينتشر «فن الغرافيتيس» ليطال فضاءات أخرى كوسائل النقل من طائرات وبواخر وقطارات وحافلات لتصبح اللوحة متحركة متنقلة في الفضاء و الرسالة تصل الى ابعد مدى.