يحتوي منجم بوقرين السرس على ثروات مهمة من الزنك والرصاص وبداية من سنة 1980 توجهت الدولة إلى البحث عن شركاء أجانب فكانت شركة «بريك واتر» الكندية بالمرصاد لاستغلال هذه الثروة المنجمية الهائلة بداية من سنة 1997. قبل هذا التاريخ وقع استغلال المنجم من خلال شراكة تونسية ألمانية تحت اسم «الشركة المنجمية ببوقرين» سنة 1990 وانطلق الإنتاج سنة 1993 إلى موفى 1996.
ورغم ما ذهب إليه البعض من اعتقاد بأن المنجم قد أغلق سنة 1996 وهو في أوج عطائه لأسباب تعود إلى الفساد المالي والإداري ، إلا أن الأسباب الحقيقية للغلق تعود وبناء على شهادات حية إلى مبدإ الربح الأفضل الذي عمدت إليه هذه الشركة وخاصة التركيز المفرط على استخراج المادة المنجمية «ف3» وهي تعد من المعادن ذات القيمة المرتفعة مما جعل الثروة تهدر في وقت قصير، وهذا ما ناقض فكرة امتداد الأشغال ونجاحها على امتداد فترة زمنية تقدر ب25 سنة. علاوة على الأراضي التي وقع اغتصابها بأثمان بخسة لصالح الشّركة الكندية «بريك واتر» التي استخرجت مدّخرات المنجم الذي غدا مقاطعة كندية في البلاد التونسية .
إذ يرى البعض وبعيدا عن المغالطات والوقوع في استفهامات الغلق التي لا يمكن أن تفتح إلا بوجود خبراء في المناجم ، أنه بإمكان معتمدية السرس الاستفادة من مقر المنجم في مشاريع أخرى يمكن أن تعيد الحركية إلى البلدة مثلما كانت عليه أيام تواجد الأشغال بالمنجم.
وقد أكد السيد علية العبيدي عامل سابق بالمنجم (رئيس حضيرة) أن المدخرات المنجمية هناك قد استنزفت وذلك نظرا لغياب مراقبة الأخصائيين الكنديين من قبل الديوان القومي للمناجم وكذلك وزارة الاقتصاد التونسية . ويرى محدثنا أن إعادة العمل إلى نشاطه بمقر المنجم ممكن وذلك بتحويله إلى مجمع لتعليب الاسمنت وزن 25 كلغ بجلبه من «أم الكليل» وتخصيصه للتصدير .
وأفاد السيد بلقاسم الڤناوي باحث جيولوجي بالمنجم سابقا أن الذخيرة قد نفذت فعلا ويعود ذلك إلى الاستغلال المفرط (exploitation abusive ) لليد العاملة التونسية وتطور المعدات التي جلبتها الشركة الكندية للعمل ليلا نهارا بمعدل 1200 طن ثروة منجمية مستخرجة يوميا . ويشير هذا الباحث إلى أنه يمكن لنا اليوم استغلال مقطع الحجارة التابع للمنجم في إعداد المواد الأولية للبناء وتعبيد الطرقات مما يساهم في التشغيل بنسبة عالية لأبناء السرس .
أما السيد عبد اللطيف الخلفاوي (باحث جيولوجي) فقد ذهب إلى أن الأسباب الحقيقية للغلق تعود إلى خلاف في التمويل بين الشركة الألمانية والبنوك التونسية الذي استوجب غلق المنجم أواخر سنة 1996 . وعاد النشاط المنجمي أواخر سنة 1997 مع الشركة الكندية « بريك واتر « التي استنفدت كل المدخرات وأغلق المنجم سنة 2006 .