قاسية هي الحياة حين تدير ظهرها للإنسان وتكون قسوتها مضاعفة حين يتخلى عنه الجميع خاصة الأقارب منهم و يتركوه في مواجهة غوائلها بمفرده خصوصا حين تجتمع عليه فصولها الحزينة من فقر وخصاصة ومرض. هذا الكلام ينطبق تقريبا على السيدة جميلة الزين البالغة من العمر 41 سنة والتي تقطن بمعتمدية السواسي من ولاية المهدية.. فهذه المرأة التي تشعر بأمل كبير في الحياة حين تجلس للحديث إليها رغم ما تعيشه من وضع مزر باعتبارها تعاني من مرض السرطان عافانا وعافاكم الله وتتلقى العلاج بمستشفى «فرحات حشاد» بسوسة..
تركها زوجها تواجه هذه المحنة بمفردها، وخيّر الانسحاب بعد أن طلقها تاركا لها في كفالتها ابنة تبلغ من العمر 5 سنوات تعاني بدورها من مرض فقر الدم وهي تتلقى العلاج بصفة دورية، لكن الأكثر إيلاما في هذه المأساة أن هذه الأم وابنتها لا تملكان منزلا تقيمان فيه وهما تعيشان بصفة وقتية لدى أختها التي تركها زوجها أيضا وفي كفالتها خمسة أطفال.
السيدة جميلة الزين ردّدت أكثر من مرة أن أملها كبير في الله سبحانه وتعالى وستتغلب بفضل عزيمتها على هذا المرض الخبيث رغم تأثيراته البادية على ملامحها، أما مصدر رزقها فتلك حكاية أخرى إذ أنها تعيش على بعض المساعدات التي يقدمها أصحاب الخير والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفي بحاجتها وحاجة ابنتها الصغيرة .. فهلاّ تدخلت الجهات المسؤولة وانتشلت هذه الأم وابنتها من هذه الوضعية البائسة؟