زرناهن في شهر فيفري من السنة الماضية إبان قيام الثورة ونقلنا معاناتهن من الفقر والتهميش الذي عانين منه قرابة 17 سنة واليوم وبعد سنة كاملة وبعد توالي الحكومات عدنا فوجدناهن يعانين من الفقر والتهميش ولم يصل صوتهن بل تعرضن للإهانة والطرد من قبل عدد من المسؤولين في الحكومة الحالية. هن ثلاث شقيقات: لطيفة العاتي صاحبة بطاقة تعريف وطنية رقم 00782453 و ليلى العاتي صاحبة بطاقة تعريف رقم 00780903 ووردة العاتي صاحبة بطاقة تعريف رقم 04653343 يقطن بثلاث غرف في سطح عمارة كائنة ب 7 نهج مصطفى كمال أتاتورك بتونس العاصمة لا تتعدى مساحة الغرفة الواحدة 2 متر مربع عانين طيلة 17 سنة من الفقر والتهميش والحرمان فهذا «المنزل» الذي يأويهن يفتقر إلى الماء والكهرباء وجميع المرافق الضرورية.
وصف احد الصحفيين البريطانيين حياتهن بحياة الحيوانات تماما. عندما زارهن ووقف على معاناتهن ورغم ذلك لم يتغير حالهن وبقي على ماهو عليه. هؤلاء النسوة وهم للتذكير واحدة أرملة وفي كفالتها ثلاثة أبناء والثانية مطلقة وفي كفالتها طفلين والثالثة تعيش بمفردها بعد أن هرب زوجها من جحيم الفقر وتركها وحيدة تصارع مرارة الحياة وقسوتها وفي كفالتها طفلين.
الذي اجتاح بلادنا خلال شهر فيفري الماضي بصبر وتجلد ومعاناة كبيرة ولم يلتفت إلى معاناتهن احد وبعد انتهاء موجة البرد حاولن مرارا وتكرارا جعل المسؤولين يهتمون بمشاكلهم ويمنحهم المسكن اللائق الذي يحميهن من قر وحر الطقس ويضمن لهن الكرامة التي حرمن منها طيلة عقدين وأكثر من الزمن. وتقول الأخوات العاتي: بقينا كالكرة تتقاضفنا أرجل المسؤولين فوزارة الشؤون الاجتماعية تقول انه ليس من دورها توفير السكن اللائق لنا وولاية تونس ترفض الإصغاء إلينا وتقول انه ليس الموضوع من مشمولاتها أما بلدية تونس فحدث ولا حرج فإنها لم تمنحنا الفرصة حتى لطرح مشكلنا على رئيس بلدية تونس وتساءلنا بمرارة من إذا له دخل ويتحمل المسؤولية لينقذنا من الفقر والخصاصة والتهميش؟ ولماذا لا يقع تمكيننا من السكن بمقر الشعبة الموجود بنهج المختار عطية عوضا عن بقائه مغلقا أكثر من سنة ؟ فهذا حل من الحلول الكثيرة التي يمكن أن تساعدنا.
نداء استغاثة
تقول الأخوات العاتي: نحن مللنا الانتظار ولم نعد نتحمل رؤية أبناءنا ينامون في بيئة اجتماعية لا تليق بالإنسان وأدمى قلوبنا رؤية أبناءنا محرومين من ابسط الأشياء كمشاهدة التلفزة والحرمان من الاستمتاع بالحياة داخل منزل محترم يحتوي على ابسط الضروريات فهل أن توفير سكن لائق لنا أمر صعب إلى هذا الحد؟ ومتى يمكننا استرجاع كرامتنا الإنسانية. هذه الأسئلة وهذا النداء نوجهه إلى أعلى هرم في السلطة وهو رئيس الجمهورية والوزير الأول لمد يد المساعدة لنا.