تشهد عديد الأحياء بالقصرينالمدينة خلال نزول الأمطار وخصوصا في الآونة الأخيرة ما يسمى بانجراف الأنهج حتى أنها باتت مسالك تمنع مرور سيارات المتساكنين أو دخول سيارة أجرة لقضاء مآرب المواطنين نتيجة غزارة الأمطار. «الشروق» عاينت نهج مطماطة بحي المنار أرقى الأحياء في المدينة ورصدت البنية المهترئة وتحدثت الى القاطنين به وتحديدا قبالة المعهد والمدرسة الابتدائية حيث تتواجد حركة مرورية كثيفة خير مبرهن على صحة ما يحدث وهي أحياء طالها الإهمال حتى باتت عند نزول المطر تعرض سكانها الى صعوبة التنقل الى مراكز عملهم كما تعرض الأطفال الى حرمانهم من الالتحاق بمدارسهم نتيجة الخوف من الغرق والانزلاق في الأوحال هذا بالإضافة الى أن ملابسهم وأحذيتهم تظل أكثر من أسبوع عالقة بالوحل هذا ما أفادتنا به السيدة سعيدة وهي احدى القاطنات بالحي بأنهم بخصوص نهج مطماطة راسلوا البلدية عدة مرات في العهدين(البائد والحالي) ولم يتلقوا غير الوعود الكاذبة كما أفادنا السيد جمال البناني بأنه يعاني أثناء تنقله الى مركز عمله الويلات بسبب مجاري المياه التي تغمر هذا النهج والتي تبدأ من أعلى النهج الى أسفله ورغم أنه ومتساكني هذا النهج وعددهم بفوق ال30 مسكنا توجهوا بعريضة ممضاة بختم كل المتساكنين الى السيد رئيس البلدية السابق عدة مرات والى حد الآن لا يعلمون أتراها العريضة أودعت في سلة المهملات أم أن مطالبهم ليست مشروعة بالنسبة الى من يهمه الأمر؟ اليوم سكان هذا النهج يخافون من حدوث الأسوإ ويحملون من يهمهم الأمر كامل المسؤولية, فاذا كانت برامج اعداد الطرقات السيارة هذه الأيام شغل شاغل سلط الأشراف فأن هذه الأنهج تعد عماد جمالية الأحياء الداخلية وتحسبا لأي طارئ قد يحصل بسبب تواصل تهاطل الأمطار في الفترات القادمة وطيلة الشتاء لاسيما وأن الموسم يبشر بكل خير فان هؤلاء المتساكنين يحثون كل من الإدارة الجهوية للتجهيز وكذلك البلدية بأخذ كل التدابير والإجراءات الوقائية في هذا الشأن. اذا كانت هذه هي حال أحيائنا الراقية والتي بلغت فيها قيمة شراء المتر المربع الواحد الى 100 دينار فكيف هو حال بقية الأحياء و الأنهج؟ لا أظن أن حكومة تضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار ستبخل وتتقاعس عن عملها كما أريد أن ألفت النظر الى البلدية بالتنسيق مع مصالح الديوان الوطني للتطهير للتدخل السريع في مسألة جهر الأودية ومجاري المياه التي تعبر أحياء المدينة واذا كانت مجاري المياه داخل الأنهج تعطل مصالح المتساكنين وتعمق أزمة تنقلهم فان السيول المنهمرة من السدود والأودية والتي تقع خارج المدن قد تسبب حالات من الفيضانات كما كشف تهاطل الأمطار في نهاية الأسبوع الماضي ضعف البنية التحتية والحقيقة المزرية لحالة الطرقات وشبكات التطهير وهي حقيقة معلومة لدى المواطنين الذين يدركون كيف كانت تبرم الصفقات العمومية سواء على مستوى التعبيد أو مستوى التطهير بين المسؤولين والمقاولين في عهد الرئيس المخلوع وحتى لا أتهم بالمبالغة فأن ما حصل في نهج مطماطة-حي المنار-القصرين من فيضانات بعد دقائق من نزول الغيث النافع مؤخرا مثلا شاهدا على صحة ما أقول واذا كانت كثيرة هي الطرقات التي تعيش أوضاعا صعبة في بداية كل خريف فان الأنهج الموجودة في مداخل الأحياء ومخارجها تكشف معاناة الأهالي وقد ظهر للعيان وبالكاشف أن شبكة قنوات صرف مياه الأمطار تكاد تكون مفقود في أنهج الأحياء الراقية بمدينة القصرين فأين كل المسؤولين مما يحدث في أحيائنا ؟وهل من تدخل عاجل قبل فوات الأوان؟ أين هي شبكة التعبيد اذ بمجرد نزول الغيث تنتشر الأودية الصغيرة التي سرعان ما تكبر لتعمق الأزمة ؟تهيئة أنهج المدينة و الولاية عامة لا تحتمل التأخير ولا داعي لاعتماد سياسة الترقيع التي اعتمدت في أكثر من طريق وأكثر من نهج اليوم لا داعي لاعتماد سياسة اسكات المحتجين لأن المصلحة العامة فوق كل اعتبار ونعتقد أن المسؤولين في ولاية القصرين مطالبون اليوم وقبل الغد بالجلوس الى مائدة الحوار مع المعنيين بالأمر في مختلف البلديات والإدارة الجهوية وطرح مشكلة تواضع شبكة صرف مياه الأمطار و كذلك هشاشة الطرقات و مناقشة مسألة تعبيد الأنهج و كيفية اصلاحها وهو ما يضع حدا لمعاناة الأهالي و تمتعهم بسياراتهم التي اصبحت اثناء نزول المطر لا تبارح المأوى ومما يجعل أيضا الغيث النافع نافعا ومصدر خير لا تخوف من قبل الأهالي.