استبشر أهالي مدينة قابس وبعض المناطق المجاورة بنزول كميات كبيرة من الغيث النافع. «الشروق» واكبت وعاينت شارع صلاح الدين الايوبي وحي الازدهار وبعض الاحياء المجاورة وقد غمرت المياه طرقاتها وأرصفتها. وفي وقت لاحق اتصلنا بالمقدم رياض الحمروني بالحماية المدنية فأمدنا بالمعطيات التي تفيد قيامهم بعدة تدخلات شملت عديد المناطق السوداء التي شهدت تراكم مياه الامطار بكميات كبيرة على غرار شارع الشابي، الصادق لسود، فرحات حشاد، صلاح الدين الايوبي، محمد علي، الطيب المهيري، مفترق الشمامة وقد فاقت تدخلاتهم المائة وشملت كذلك ضخ المياه بعديد المنازل المتضررة بالاحياء التالية: حي الازدهار، حي الممرضين، حي الشماطي، حي بدورة، أحياء الأمل مجمعة وبعض المؤسسات كالمعهد العالي للمنظومات الصناعية والمستشفى الجهوي بقابس وفي هذا الاخير غمرت المياه الطابق السفلي على ارتفاع 0.5 متر وهنا نستغرب عدم وجود مضخّة مركّزة بالمستشفى ونلفت نظر الادارة بايجاد حلول في ظل التواجد في منطقة مرتفعة نسبيا. وقد تزايدت مخاوف المواطنين عندما تتالت فترات نزول الامطار طوال النهار مما انجر عنه انقطاع حركة المرور بعدة انهج وانسداد قنوات صرف المياه المستعملة وعدم قدرتها على استيعاب الكميات الكبيرة المتدفقة من كل الاتجاهات في ظل غياب شبكة صرف مياه الامطار. جهات أخرى شهدت انقطاعا في حركة المرور ببعض الانهج والطرقات، فضلا عن السيول الجارفة للوديان التي غزت عديد الشوارع والاحياء والمنازل مما اضطرّ عديد المواطنين ووسائل النقل المختلفة الى تغيير الاتجاه عبر مسالك أخرى بصعوبة في التنقل وانجر عن تهاطل الامطار بغزارة تعطّل تنقل عديد المواطنين وملازمتهم بيوتهم في حين توقفت الدروس في بعض المدارس الابتدائية. وقد شدّد أغلب المتحدّثين الينا علىحسن تعامل الحماية المدنية مع الوضع وتواجد وحداتهم في جل الاماكن الأمر الذي أثلج صدورهم بمساعدة ديوان التطهير والبلدية والتجهيز وغيرها من المؤسسات، وطالبوا المسؤولين في مختلف مواقع عملهم بايجاد حلول عاجلة وفاعلة وبدراسة وضعيات عديد الشوارع والأحياء ومراجعة منظومة شبكة تصريف مياه الامطار وقرار تعهدها للبلديات بعد أن كان في عهدة ديوان التطهير وقد تبيّن فقدان القدرة الفنية واللوجستية للمصالح البلدية في مثل هذه الظروف وعجزها عن مجابهة صعوبات تصريف المياه المتراكمة في عديد النقاط في غياب الفنيين والمختصين في هذا المجال والتجهيزات الكافية لتأمين التدخلات المختلفة بالنجاعة المطلوبة وضرورة الفصل بين شبكة التطهير وتصريف مياه الأمطار واتخاذ الاجراءات اللازمة تجاه عديد الاختراقات في البناء دون التزامهم بشروط أمثلة التهيئة العمرانية.