سابقة غير معهودة حصلت مساء الأحد الفارط على القناة الوطنية الأولى حين استضافت نشرة السادسة والنصف للأخبار (النشرة الجهوية) «إماما خطيبا»، وهو السيد محمد الشاذلي شلبي، الذي عرف نفسه أيضا على كونه كاتبا صحفيا، ليجيب عن أسئلة تتعلّق بموضوع الاحتجاجات وقطع الطريق في منطقة منزل بوزيان وموقف الشرع من ذلك. سابقة عرفت ردود فعل مستنكرة ومندّدة جلعت البعض يصف مضمونها بكونه يتضمن دعوة إلى القتل وقطع الأيدي والتهجير وهو ما جاء صراحة في حديث «الإمام الخطيب» عن موقف الشرع من قطع الطريق.
«الشروق» اتصلت بالسيد عبد المطلب الاينوبلي رئيس النشرة للاستفسار عن حيثيات هذه الاستضافة غير المعهودة في نشرات الأخبار، فأكد ان استضافته للسيد محمد الشاذلي شلبي هي اجتهاد خاص منه، وكان عن حسن نية، على حد تعبيره، وقصد من وراء هذه الاستضافة مجابهة العنف الذي تفاقم في الآونة الأخيرة ببلادنا والتهدئة أكثر ما يمكن عبر تقديم وجهة نظر دينية.
«المهنة والثورة»
وإجابة عن سؤالنا بخصوص غياب المهنية في هذا الاختيار أو اجتهاده في هذه الاستضافة، قال السيد عبد المطلب الاينوبلي: «عدم الحرفية والمهنية، كوصف لهذا الاختيار رأي أحترمه، وأقبل النقد لأن نيتي طيبة، وقد أكون أخطأت، مثلما قد أكون أصبت لكنني قمت بهذه الاستضافة بمنطق الثورة فحرية الاعلام نعمة الثورة، وأشدد على حسن نيتي في هذا الاجتهاد». وأردف محدثنا: «من اجتهد وأصاب له أجران ومن اجتهد ولم يصب له أجر واحد». خاتما بذلك حوارنا معه حول استضافة، أثارت جدلا وهيجانا على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك لدى أهل القطاع الإعلامي.
خطأ مهني
هذه الاستضافة وهذه السابقة الفريدة من نوعها في الاعلام وصفها الاعلامي سعيد الخزامي رئيس تحرير الأخبار بالقناة الوطنية الأولى بغير المهنية، وقال في هذا الصدد: «إن هذا خطأ مهني لا يمكن تجاهله ولا يمكن التسامح إزاءه لأنه خارج عن المعهود وخارج عن قواعد المهنة الصحفية».. غير أن السيد سعيد الخزامي أشار إلى أن المعلومة بخصوص هذا الموضوع تظل منقوصة مادام لم يستمع إلى موقف المسؤول عن النشرة أي السيد عبد المطلب الاينوبلي ملمحا إلى أنه سيستمع إلى رأي المسؤول عن النشرة في وقت لاحق.
عملية غريبة
كما شدّد رئيس تحرير الأخبار بالوطنية الأولى على أن هذه الاستضافة، عملية غريبة في كل جزئياتها، على حد تعبيره، وتساءل عن ضيف في نفس الوقت إمام خطيب وكاتب صحفي!! وأوضح في هذا الخصوص قائلا: «ربما هناك علاقة شخصية تجمع المسؤول عن النشرة بضيفه»..
ويشار إلى أن مصادر مطلعة، أكدت ل«الشروق» أن السيد محمد الشاذلي شلبي، ضيف النشرة الاخبارية المذكورة سلفا، عرف بكتاباته الصحفية عن فريق الملعب التونسي في بداياته، ثم أصبح فيما بعد يكتب عن منتزه قمرت مقالات أغلبها في شكل ردود على مقالات كتبها صحفيون. وأوضحت مصادرنا أنه كان له علاقة وطيدة بمدير المنتزه، مكنته من أداء مناسك العمرة والحج ثم أصبح فيما بعد إماما خطيبا، هكذا تحدثت مصادرنا، عن السيد محمد الشاذلي شلبي.