منطقة «السقدود» احدى عمادات معتمدية الرديف من ولاية قفصة كانت صحراء موحشة فقامت الدولة خلال التسعينات باستصلاح اراضيها وتقسيمها في شكل مقاسم مولتها عن طريق القروض من صناديق تنمية اجنبية ثم وزعتها على الفلاحين. هذه المساعدات كانت خلال السنوات الاولى اضافة الى المساندة التي وجدها الفلاحون من قبل المندوبية الجهوية للفلاحة بقفصة وهو ماشجعهم على الاقامة بهذه المنطقة الصحراوية والانتقال من مدينة الرديف للاستقرار بها واملهم تحسين ظروفهم الاجتماعية وطرد شبح البطالة والفقر وسنوات الحرمان.
لكن هذه الايجابيات لا تخفي النقائص والمشاكل التي يعاني منها الفلاح اليوم بمنطقة السقدود التي تعرفنا عليها من خلال زيارتنا الميدانية للمنطقة.
فالسيد النوي طبابي(فلاح) صرح لنا ان المنطقة منسية ومهمشة فالمستوصف لا يزوره الطبيب إلا مرة واحدة في الأسبوع أما بقية الأيام فعليك ان تتنقل اذا مرضت او مرض احد اقاربك الى مدينة الرديف على بعد 20 كلم هذا ان اسعفك الحظ في الوصول الى مدينة الرديف نحو قسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي. وقد طالب محدثنا بتوفير سيارة اسعاف وممرض مقيم بالمنطقة وفتح المستوصف خلال الفترات الليلية للحالات الاستعجالية.
في حين أكد لنا السيد عبدالله طبابي بأن المواطنين في هذه المنطقة يشكون من ضعف التيار الكهربائي بالمنازل خلال الفترة الصيفية وهو ما يؤدي الى تعطل اشتغال الثلاجات وكافة التجهيزات الكهربائية الامر الذي يجعل الجهة تعيش وضعا صعبا هذا الى جانب تعطل الانارة العمومية بالأحياء السكانية داخل القرية.
وقد طالب السيد عبد الله من جهة اخرى بحفر ابار اضافية اما السيد محمود بن بوبكر (فلاح) والسيد ابراهيم بن عبدالله فقد طالبا السلطات المحلية والجهوية بتوفير مساكن شعبية لفائدة الأهالي الذين يقطنون بمساكن هي عبارة عن اكواخ وذلك لتشجيعهم على الاستقرار بهذه المنطقة الفلاحية. أما السيد محمد علي طبابي (فلاح) والسيد محمد بن محمود طبابي فقد طالبا بإيجاد مواطن شغل في اطار الحضائر الجهوية لصغار الفلاحين المتضررين من الجفاف وتراجع المحصول وتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها وجبر اضرارهم.
في حين اشار السيد عثمان طبابي (فلاح) انه ليس له سكن وهو عاجز عن ترميم مسكنه نتيجة قلة ذات اليد. السيد علي مرزوقي بين من ناحيته انه يعيل عائلة تتركب من 6 افراد ومن بينهم صاحب شهادة عليا وعاطل عن العمل ويبيع محصوله ب1200 د في السنة فهل هذا المبلغ يستطيع ان يوفر له حاجياته العائلية والحال ان ساعة الري ب 3500 مي وهو مطالب بخلاص معلوم 5 ساعات ري كل 15 يوما رغم تكفل شركة فسفاط قفصة بعد الثورة بدفع نصف المعلوم.
في حين طالب عبد الحميد بلخيري المصالح الجهوية والفلاحية بقفصة بتعهد وصيانة المسالك الفلاحية بين الواحات ورفع الاتربة من داخلها لتصبح وظيفية خلال موسم الامطار حيث يصبح الفلاح نتيجة تراكم الاتربة بين المسالك عاجزا عن الدخول الى واحته للقيام بعمله.