يعيش قطاع تربية الماشية صعوبات كبيرة مما دفع الفلاحين خلال الأسبوع الماضي إلى إطلاق صيحة فزع مطالبين بمراجعة سعر الحليب لإنقاذ القطاع من الأخطار التي باتت تترصده، داعين في ذات السياق الى ضرورة التعجيل باتخاذ اجراءات فورية لحماية هذا القطاع الحيوي. وذكر السيد محسن اليعقوبي (فلاح من جهة عبيدة) بأن مشاكل القطاع متعددة ومتشعبة بدءا بمجمع الحليب بمعتمدية الدهماني حيث لا يؤدي الخدمات على الوجه الأكمل ويفتقر إلى عديد التجهيزات الضرورية مما يؤثر عادة على صلوحية الحليب ويتسبب في إتلاف كميات كبيرة منه يتكبد خسائرها المنتج دون سواه . فضلا على غلاء سعر الأعلاف وخاصة لدى هذا المجمع حيث يباع قنطار العلف ب78 د في وقت يباع لدى عامة التجار ب68د. خزانات الحليب بدورها تفتقر إلى الشروط الصحية وبعضها غير صالح لتخزين الحليب.
أما السيد عبد الرؤوف الشابي (فلاح ورئيس النقابة الجهوية للفلاحين بالكاف) فقد أشار بأن مشاكل قطاع الألبان عديدة وهو في حاجة إلى مراجعة جذرية وبعث هيئة وطنية قادرة على تنظيمه وإعادة الروح له من خلال تشخيص المعوقات والبحث عن الحلول العاجلة القادرة على النهوض بالقطاع، وقال بأن واجب النقابة يتمثل في تأطير الفلاحين وتنظيمهم صلب هياكل مقننة تسهر على إسماع صوتهم إلى وزارة الفلاحة للمطالبة بتمويل الفلاحين والترفيع في سعر الحليب عند الإنتاج.
ومن جانبه قال السيد التومي العربي ( فلاح بجهة نبر) قطاع الألبان واحد من القطاعات المهمشة رغم أهميتها حيث بقيت أسعاره دون تغيير رغم الارتفاع الجنوني للأعلاف. كما أن المجمع بدوره يعد واحدا من المشاكل الرئيسة التي يشكوها القطاع وخاصة فيما يتعلق بتآكل شاحنات النقل ونقص خبرة العاملين به . كما أن انقطاع الماء من حين إلى أخر عكر الوضعية وزاد في الطين بلة وخاصة بجهتي (الخدايجية والقصر). إضافة إلى المسالك الفلاحية التي تشكل عائقا كبيرا بسبب رداءتها وصعوبة المرور منها.
من جهته تحدث السيد فوزي اليحياوي (فلاح بجهة بومفتاح) عن المديونية حيث قال: بأنها جثمت على أنفاس الفلاحين وكبلت طموحاتهم وأرهقت جيوبهم حتى أصبحوا عاجزين على تدبير أمرهم وفي حيرة كبيرة فلا هم قادرون على التخلص من قطيع الأبقار ولاهم قادرون على مواصلة العمل والنشاط وهم يدركون مسبقا بأنهم سائرون نحو الإفلاس.
وتساءل السيد عبد الباقي اليحياوي (فلاح بجهة بومفتاح) قائلا مربو الأبقار يصارعون الصعوبات ويتخبطون في بجر من المشاكل وهذا القطاع بدا مهددا بالاندثار بسبب غلاء الأعلاف وارتفاع أسعار الأسمدة والأدوية وإلغاء بعض الإمتيازات التي كانت توفرها خلية الإرشاد الفلاحي لفائدة الفلاحين وخاصة توفير طبيب بيطري بكل جهة يتولى مراقبة قطيع الأبقار بصفة مجانية.
أما اليوم فقد أصبح الفلاح يتكفل بمصاريف المراقبة الصحية لقطيعه زيادة على الأدوية ومصاريف النظافة وتطهير الإسطبل. هذا وختم السيد محمد الناصر اليحياوي (فلاح بجهة بومفتاح) قائلا : الفلاح وجد نفسه بين مطرقة مواصلة النشاط وتربية الأبقار رغم هذه الصعوبات وسندان تعليق النشاط والتوجه إلى العمل بالحضائر وأضاف : لقد فقدت خلال السنة الماضية بئرين أثناء الانزلاقات الأرضية أيام تهاطل الثلوج التي شهدتها المنطقة وقد بقيت عاجزا على إعادة حفر بئر جديدة واقتناء مضخة ماء بالكهرباء، كما بقي أشقائي الثلاثة ووالدي معطلين عن العمل رغم المطالب التي تقدمنا بها إلى السلط لجبر الضرر ولكن لا من مجيب.