يواصل 12 عاملة وعاملا بمناولة الارشيف اعتصاما مفتوحا بفضاء المركب الاداري لشركة فسفاط قفصةبالمتلوي (البرج) منذ اكثر من 3 اسابيع بعد ان منعوا الموظفين من مواصلة عملهم وأغلقوا أبواب الادارة دونهم. «الشروق» تحولت على عين المكان لتنقل تفاصيل هذا الاعتصام وتستمع الى نداءات هؤلاء الأعوان المتكرّرة. فالسيد عبد الجليل منصوري 39 سنة متزوج اشار الى ان مناولة الارشيف «ارشماد سيد» متعاقدة مع شركة الفسفاط في مختلف الاقاليم منذ سنة 2010 وكانت شركات مماثلة سبقتها بإبرام عقود مع شركة الفسفاط في مجال الارشيف السيد عبد الجليل اشار الى انه بعد إلغاء المناولة في افريل 2011 تحرك هو وزملاؤه (8 فتيات و4 شبان) باتجاه كل الاطراف من وزير الصناعة الى الرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة الى اتحاد الشغل والسلط الجهوية وكانت الردود دوما حسب ما صرح به «سننظر في الملف» ومن الغريب حسب محدثنا ان شركة المناولة التي يعملون معها مازالت تواصل نشاطها الى الان في وضعية غير قانونية.
السيد عبد الجليل اضاف انه في غياب ردود ايجابية اضطرت المجموعة الى القيام بوقفة احتجاجية في الادارة لكن امام لامبالاة المسؤولين قرر الاعوان الدخول في اعتصام مفتوح تم على اثره توقف انشطة مختلف الادارات وهي الادارة المركزية للانتاج وغيرها.
بعد الاعتصام زار عدل تنفيذ المعتصمين الذين جعلوا من المركب الاداري فضاء للمبيت وباشر قضية تعطيل مصالح الشركة حسب ما رواه محدثنا الذي اضاف ان الشرطة العدلية بحثتهم في الموضوع وكذلك السيد وكيل الجمهورية وبعد ذلك ظل الاعوان معتصمين ويبيتون بالمكان دون أي تدخل أو تفاعل من أي جهة امنية او ادارية أو نقابية. من ناحيتها اشارت ام الخير ذيبي (37 سنة عزباء) ان لها اقدمية 14 سنة عمل في مجال مناولات الارشيف ووضعها العائلي صعب. وعبرت عن تألمها من حرمانها من المشاركة في المناظرات بسبب انخراطها في الضمان الاجتماعي من ناحيتها تحدثت نعيمة برارمية( 33 سنة عزباء) عن وضعها مشيرة الى انها قضت 12 سنة من العمل في الارشيف ولم تسوّ وضعيتها واشارت الى ان وضعها الاجتماعي صعب فأبوها متقاعد ولها 5 اخوة عاطلون عن العمل وهي مازالت تعيش على وقع ادماجها علما وانها شاركت وزملاؤها في عديد التربصات المجانية لفائدة شركة فسفاط قفصة اما محمد الهادي بن صالح (24 سنة اعزب) فقد اكد على ان خبرته وخبرة زملائه مطلوبة في شركة فسفاط قفصة مشيرا الى انه لا يوجد من هو مختص في الارشيف بهذه الشركة حيث لا يوجد حتى من يؤطر اعوان مناولة الارشيف الذين يقومون بأنشطة عديدة ويحفظون ذاكرة شركة الفسفاط ومختلف وثائقها.
الآنسة ياسمينة عبد الله( 29 سنة )متحصلة على الاجازة (متصرف مساعد في الوثائق والارشيف من المعهد الاعلى للتوثيق بمنوبة) منذ سنة 2005 فقد تركت عائلتها بمنطقة القوسة بمعتمدية السند والتحقت بمدينة قفصة حيث تسوغت منزلا للسكن وهي تتنقل يوميا من قفصة الى المتلوي للعمل في مناولة الارشيف وفي هذا الصدد اشارت الى انها ممنوعة حتى من استعمال حافلة العملة والموظفين لشركة الفسفاط .ياسمينة لها 5 اخوة 2 في طور الدراسة و2 منقطعان عن الدراسة ودون عمل وآخر متخرج من الجامعة ودون عمل اما والدها فليس له عمل قار وهي تؤكد ان كل العائلة تعول عليها وهي التي تتقاضى اجرة بسيطة كغيرها من زملائها لا تتجاوز 270د . اعتصام ومبيت في ظروف صعبة
«الشروق» وقفت على الظروف الصعبة للمعتصمين الذين انقطعوا عن زيارة عائلاتهم منذ اكثر من 3 اسابيع اذ تتكفل عائلات 7 من المعتصمين اصيلي المتلوي بتوفير الطعام للجميع في مختلف الوجبات فيما هناك 5 معتصمين من اصيلي قفصة حال البعد دونهم ووصول أي مساعدة من ذويهم وقد اشار لنا المعتصمون انهم اصيبوا بأمراض مختلفة في الفترة الماضية بسبب النوم في العراء وهم معزولون عن العالم الخارجي اذ لا تتوفر لديهم أي وسيلة اعلام حتى يعرفوا ما يحدث خارج فضاء الاعتصام ومن المهم الاشارة ان 4 فتيات قد غادرن الاعتصام لأسباب مختلفة فمباركة فرياني قضت يومين ثم غادرت وقت ولادتها في حين تركت حنان غريسي المكان بعد ان مرض ابنها (عمره سنة ونصف) الذي رافقها في الاعتصام اما كريمة سعد فقد خرجت للقيام بفحوص طبية وبالنسبة الى عليا الزعبوطي فقد التحقت بوالدتها التي تعاني ازمة صحية.