لا حظ أهالي تالة في الايام الاخيرة عودة قوية لجهاز الشرطة من خلال تكثيف الدوريات الامنية المشتركة مع أجهزة الحرس والجيش الوطنيين وفي تعزيز الدوريات القارة الشيء الذي خلق جوا من التفاؤل والشعور بالأمان لديهم. الأهالي عبروا في اكثر من مناسبة عن استيائهم من حالة الفراغ الامني التي عاشتها الجهة خلال فترة طويلة دامت اكثر من سنة ونصف مما أ ثر سلبيا على السمعة الامنية للجهة وعلى وضعية التنمية والاستثمار. هذه العودة الجدية لعمل الامن بتالة تزامن مع قرار تركيز دائرة أمن وطني وتعيين رئيس مركز شرطة جديد وتعزيز مركز الامن ببعض الاعوان الجدد الذين ينتمون الى جيل ما بعد الثورة في انتظار التحاق فرقة النجدة المكونة من 28 عونا مدربا تدريبا عاليا. ورغم ان الدائرة الجديدة ما زالت دون مقر فإنها شرعت في نشاطها انطلاقا من مقر مركز الشرطة. علما وان مقر مركز الشرطة كان تركيزه بفضل مجهودات خاصة من فعاليات المجتمع المدني وبفضل تظافر جهود شبابه المتحمس وبإمكانيات محدودة وعيا منهم بدور الامن في تحقيق التنمية.الشروق التقت بالسيد خالد العرفاوي مدير دائرة الامن الوطني بتالة لإجراء حوار خاطف معه على خلفية التحول النوعي في عمل اجهزته الامنية من خلال النجاح اللافت في انجاز عمليتين ميدانيتين كان لهما الاثر الطيب في نفوس المواطنين.ورغم نزعة التحفظ التي ابداها السيد مدير الدائرة فقد نجحت الشروق في الحصول على معلومات عن العمليتين : اذ يقول السيد خالد العرفاوي بان كلا العمليتين بدأتا من نشاط الدورية القارة للشرطة تحت اشراف السيد رئيس المركز أنور عيساوي. العملية الاولى تمثلت في احباط عملية تهريب كبرى «لبطاقات الام» الخاصة بالحواسيب بما قيمته 90 الف دينار كانت مخبأة داخل سيارة ميتشي بيشي أخضعها اعوان الدورية للتفتيش بعد الاشتباه في راكبيها. وقد تم حجز البضاعة المهربة واحالة الجماعة المورطة الى التحقيق.أما العملية النوعية الثانية فتمثلت في الكشف عن عصابة سرقة الاغنام من منطقة ‹›السرس›› بولاية الكاف , بعد اشتباه اعوان الدورية القارة في تصرفات 3 أشخاص على متن سيارة اجرة كانوا في حالة ارتباك.و بالتحقيق معهم اعترفوا بأنهم قبضوا من الجناة مبلغ 2000 دينار مقابل اسداء خدمة التصرف في بيع 50 راس شاة. ويضيف السيد خالد العرفاوي بان هذه المعلومات كانت منطلقا لبدء رحلة بحث صعبة جدا وبإمكانات محدودة في سيارات العمل (أصر محدثنا على ان هذه الصعوبات لا تثني رجل الامن عن اداء واجبه) كللت خلال ليلة واحدة بالنجاح في القاء القبض على بقية افراد العصابة. هذا ولم يشأ محدثنا اطلاعنا على التفاصيل التقنية للعملية لحساسية الموضوع من الناحية الامنية مكتفيا بالإشارة الى تمكنهم في وقت وجيز من ايقاف المجموعة المورطة وتامين الاغنام المسروقة بالتنسيق مع منطقة الشرطة وعن التعزيزات الامنية فقد أكد لنا بان 80 بالمائة من التعزيزات تعود الى دائرة تالة و20 بالمائة من منطقة الشرطة ونوه في السياق نفسه بالمجهودات الكبيرة لكافة الاعوان والاطارات الامنية بالجهة الذين كما يقول بذلوا كل طاقاتهم لإنجاح كل العمليات التقنية واللوجستية. وعن سؤالنا المتعلق بطبيعة العمل الامني في جهة حساسة مثل تالة والدور الذي يمكن ان يلعبه المواطن للمحافظة على امنه يجيبنا بان مسؤولية الحفاظ على النظام هي مسؤولية مشتركة لا تقع على عاتق رجل الامن وحده. فالمواطن بتمثله لفكرة النظام وتكريس القيم الرئيسية لمفهوم المجتمع المدني واهمها جدلية الحق والواجب ومبادئ التعايش المشترك واحترام القانون وحرية الاخر وتمثل مفهوم المسؤولية يكون بذلك قد خطا شوطا كبيرا في اتجاه مجتمع المواطنة حقوق الانسان ووظيفة رجل الامن «الجمهوري» هي ضمان تحقيق هذه الاهداف في نطاق الشرعية وخارج كل حسابات الطوائف والاحزاب ويشدد في هذا السياق على ان دائرته عازمة رغم حداثة عهدها ورغم ضعف الامكانيات على تطبيق القانون على الجميع دون استثناء ويطلب من المواطن في تالة ان يكون في مستوى السمعة العالمية التي حققها بفضل ثورته بالمساهمة في مقاومة كل اشكال التسيب في الجهة.