فوجئ صباح أمس المحامون وعائلات الشهداء والجرحى أثناء متابعة الجلسة الخامسة لقضية شهداء تالة والقصرين والقيروان وتاجروين بغياب محافظ شرطة أعلى سمير الفرياني الذي كان من المقرر أن يدلي بشهادته بالجلسة قبل أن يفاجأوا بالقاضي يعلمهم بأن سمير الفرياني كان قدم شهادته منذ الأسبوع الفارط مكتبيا... ولمعرفة محتوى الشهادة اتصلت "الصباح" بسمير الفرياني فأعلمنا بأنه أدلى فعلا بشهادته مكتبيا خلال الأسبوع الفارط وأضاف: "من أهم النقاط التي ركزت عليها في الشهادة هي إبراز مسؤولية مدير التنسيق الجهوي زمن الثورة في أحداث تالة والقصرين باعتبار أنه مسؤول عن 11 منطقة أمنية كما انه كان متواجدا أثناء سقوط الشهداء والجرحى بالقصرين في الفترة الممتدة بين 2 جانفي و10 جانفي 2011، إذ كان يقيّم الوضع الميداني ويؤطر وحدات الأمن العمومي وينسق مع وحدات التدخل، قبل أن يرسل رئيس منطقة الأمن الوطني بالقصرين إلى تالة". وأضاف الفرياني: "الأمر عدد 246 المؤرخ بتاريخ 15 أوت 2007 يحدد مرجع نظر إدارة التنسيق الجهوي باعتبارها إدارة مركزية تابعة لإدارة الأمن العمومي، وترجع لها بالنظر مناطق ودوائر وفرق ومراكز امنية، وبالتالي فإن مدير التنسيق الجهوي تعود إليه في تلك الفترة منطقة الشرطة بالقصرين بالنظر وهو مسؤول عن كل الاحداث التي جدت هناك إضافة إلى أحداث القتل التي جدت في نفس الفترة بكل من تطاوين والقيروان وزغوان وسيدي بوزيد (الرقاب) في الفترة المتراوحة بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011". وقال محافظ شرطة أعلى: "كما بينت الأدوار التي اضطلعت بها مختلف الوحدات الأمنية المتداخلة أثناء قمع الحركة الاحتجاجية بتالة والقصرين وقدمت قرائن مادية تؤيد أن عمليات القتل كانت بصفة متعمدة".