تعطلت الدروس بمعهد محمد بوذينة بالحمامات يوم السبت وذلك بعد خلاف كان نشب بين مدير المعهد وأحد التلاميذ الجمعة الماضي، وفيما اختلفت رواية الحادثة بين المدير والتلميذ، قرر الأساتذة عقد اجتماع طارئ ومفتوح صباح السبت بإشراف النقابة وحضور مدير التعليم الثانوي بالإدارة الجهوية لدراسة الوضع ومساندة المدير. وقد حاولنا تقصي الحقيقة فتحولنا على عين المكان حيث وجدنا كل التلاميذ خارج المعهد واتصلنا بمدير المعهد كمال مسعود فأفادنا قائلا: «في حدود منتصف النهار و25 دقيقة من يوم الجمعة اقتحمت المعهد مجموعة من الشباب واعتدت علي بالضرب وسط الساحة وأمام مرأى ومسمع التلاميذ والقيمين والعملة».
وعاد المدير إلى الأسباب فقال إنها «انطلقت بحادثة بسيطة تمثلت في طلبي من احد التلاميذ عدم النزول من المدرج الخاص بالإدارة والرجوع للنزول من مدرج التلاميذ فتلكأ ثم عاد بعد 3 دقائق من نفس المكان فطلبت منه العودة مجددا إلا انه رفض عندها طلبت منه اسمه فأجابني بقوله: «ما عنديش اسم» حينها مسكته من محفظته فتوجه نحوي بألفاظ بذيئة وحاول مهاجمتي لكن بعض التلاميذ والقيمين منعوه وقادوه إلى قاعة مجاورة واتصلت بالشرطة التي قدمت بصفة متاخرة بعد ان اتصل التلميذ بمجموعة غريبة اقتحمت المعهد وكسرت باب القاعة لإخراج التلميذ قبل ان تتوجه للاعتداء علي». وأفادنا مدير المعهد ان نفس التلميذ قد تسبب في تعطيل الدروس يوم السبت بمعية مجموعة اخرى من التلاميذ بعد ان كان الأساتذة ينوون مواصلة الدروس بطريقة عادية مع تنظيم وقفة احتجاجية من الساعة 10 إلى الساعة 11 فقط.
كما حاولنا معرفة رواية الطرف الثاني فاتصلنا بعبد الله شامخ (ولي التلميذ) فأفادنا بأن ابنه «البالغ من العمر 16 سنة لا يزال حديث العهد بالمعهد» ونقل عنه أنه «حاول النزول على وجه الخطأ من المدرج الخاص بالإدارة، ولما طلب منه المدير العودة سمع كلامه وهم بالرجوع وحينها مسكه المدير من محفظته وصفعه ثم لكمه وأسقطه على الأرض وأغمي عليه مما تسبب له في جروح على مستوى الفم وأضرار في جهاز تقويم الأسنان ثم تم التفكير في اخراجه من المعهد لكن حالته الصحية لم تكن تسمح بذلك فحاول البعض إزالة آثار الدماء بالماء قبل ادخاله القسم ومحاولة اقناعه بنسيان ما حدث والصفح عن المدير الذي يعتبر كوالده».وأضاف الولي أن «ذلك لم يكن ممكنا بعد الاعتداء غير المبرر من المدير الذي لا يملك حق الرد بالعنف مهما كانت الأسباب، وحتى في صورة خطأ التلميذ فلا يمكن تتبعه إلا تأديبيا».وأكد قائلا: «لن اصمت عن حق ابني الذي تحول رفقة والدته إلى المستشفى وقد تقدمت بشكوى إلى الأمن وبعريضة إلى وكيل الجمهورية لتتبع المدير قضائيا».كما تمكنا من الاستماع إلى جانب من تدخلات الأساتذة في الاجتماع الخاص بهم والذي دعوا فيه إلى مساندة المدير ورفع قضية وتسخير محام للدفاع عنه مع مطالبة الإدارة بالترفيع في عدد القيمين والدعوة للتكثيف من الدوريات الامنية لحماية المعهد ومحيطه من الغرباء.