تجري الاستعدادات حثيثة هذه الأيام لاستقبال موسم الزراعات الكبرى الذي سينطلق يوم 15 أكتوبر الجاري وذلك بعقد اجتماعات متتالية بمقر الولاية. وقد تم خلال هذه الاجتماعات التأكيد على أهمية دور الإرشاد الفلاحي ومعالجة المديونية. كما تم التطرق الى ضرورة تقديم التعويضات الممكنة للفلاحين الذين تضررت محاصيلهم خلال الموسم الفلاحي الماضي بسبب تساقط البرد بعدة مناطق من ولاية الكاف. و من خلال الدراسات التقويمية لإنتاج الحبوب التي تجرى سنويا تبين أن سبب ضعف مردود الإنتاج الفلاحي للحبوب بولاية الكاف يعود أساسا إلى ارتهان الفلاحين بقروض بنكية لم يقدروا على تسديدها بسبب سنوات الجفاف ونزول البرد في عديد المناطق من الولاية والتي منعتهم من التمتع بقروض أخرى إضافة إلى الكلفة الكبيرة عند الزراعة أو الحصاد التي تصل إلى 500 دينار للهكتار الواحد الأمر الذي جعل أغلبية الفلاحين يهجرون أراضيهم ويفضلون السكن بالمدن الحضرية.
وللقضاء على هذه الظاهرة يستوجب على الدولة تشجيع الفلاحين بمنح وبعث شركات تعاونية توفر للفلاحين الصغار «المكنكة» التي تساعدهم على خدمة أراضيهم إضافة إلى توفير الأسمدة و البذور لهم بأسعار تكون في متناولهم.
كما تبين أن البذور الممتازة المستعملة حاليا لا تتماشى عادة مع تربة الأرض مما جعل نسبة الإنتاج لا تتعدى في اغلب المناطق 15 قنطارا في الهكتار الواحد. وهذا يعتبر مردودا ضئيلا مقارنة بدول أخرى مثل «سوريا» التي وصل الإنتاج فيها إلى 80 قنطارا في الهكتار الواحد.
ولمعالجة هذه الإشكاليات يتحتم على الدولة وضع استراتيجية جديدة تعتمد على مساعدة صغار الفلاحين على تسديد ديونهم المتخلدة لدى البنوك وإرساء منظومة للقروض تكون أكثر دقة تعتمد على ضمانات ذات قيمة, وهذا لا يتم إلا بعد الانتهاء من المسح العقاري الإجباري مما يمكن البنك من ضمانات حقيقية لاسترجاع ديونه إذا اخل الفلاح بشروط تسديد القرض.
كما أن بعث صندوق الكوارث أصبح ضروريا ليغطي نسبة من خسائر الفلاح خلال سنوات الجفاف ويتم تمويله من اقتطاع نسبة معينة من بيع المحصول.
يقول السيد خليفة الهمامي المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بالكاف أن العوامل المناخية الطيبة التي شهدتها الجهة خلال شهر سبتمبر الماضي والمتمثلة بالخصوص في نزول كميات هامة من الأمطار بمختلف معتمديات الولاية كان لها الأثر الطيب في نفوس الفلاحين الذين قاموا بتحضير أراضيهم وتزودوا بكميات من الحبوب الممتازة والعادية والأسمدة الفسفاطية للموسم الزراعي لسنة 2012 2013 الذي برمجت له مساحات تقدر ب220 ألف هكتار منها 3000 هكتار من القمح الصلب و500 هكتار من القمح اللين و3500 هكتار من الشعير و500 هكتار من التريتيكال و5000 هكتار من الأعلاف و3000 هكتار من البقول الجافة مثل الفول المصري والحمص والجلبانة والعدس و600 هكتار من التوابل.