ذكرت لطيفة جردق، مديرة الاتصالات بالشركة التونسيّة للسّكك الحديديّة، أنّ المؤّسسة حريصة على مزيد تطوير البنية التحتيّة والعناية بجودة الخدمات. وقد تقرّر تنفيذ جملة من البرامج أهمّها كهربة خط برج السدرية قرمبالية، وتمديده إلى حدود سوسة. وتقرر ربط القلعة الصغرى بالقيروان، وربط ميناء المياه العميقة بالنفيضة بالشبكة الحديدية، وتعديل مسار خط تونس – غار الدماء، وتعديل مسار أشغال لإعادة تشغيل خط تونسالقصرين، وبناء محطات بباجة وقعفور والمتلوي، وربط قابس راس جدير 180 كلم، وبرمجة خط ذوسرعة عالية شمال – جنوب يمتد على طول الشريط الساحلي في إطار الربط المغاربي وكانت الشركة قد أبرمت منذ أيّام عقدا لاقتناء 200 عربة لنقل الفسفاط : في إطار تعصير شبكة نقل الفسفاط.
وقامت الشركة، حسب وثيقة إحصائيّة خاصّة تمّ إعدادها لفائدة «الشروق»، بنقل 2.405 مليون مسافر على الخطوط البعيدة إلى موفى أوت 2012 أي بنمونسبته 4% مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة.
من جهة أخرى بلغ سنة2011 عدد المسافرين 3ملايين و765مسافرا أي بتراجع نسبته 40 % من حيث العدد و31% من حيث المداخيل بالمقارنة مع سنة 2010. أمّا على خطوط الأحواز الجنوبية فقد قامت الشركة بنقل 14.050مليون مسافر إلى موفى أوت2012 أي بنمونسبته 12 % مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة من حيث العدد و13 % من حيث المداخيل.
في حين بلغ سنة2011 عدد المسافرين المنقولين 30مليون مسافر أي بتراجع نسبته حوالي 16 % من حيث العدد و15 % من حيث المداخيل بالمقارنة مع سنة2010 وهذا يرجع،حسب مصدرنا، إلى تفاقم ظاهرة «الترسكية» رغم الإقبال المتزايد على النقل الحديدي.
أمّا على مستوى نقل الفسفاط فقد قامت الشركة بنقل حوالي 2 ملايين طن إلى موفى أوت 2012 أي بنمو نسبته حوالي 10 % مقارنة بالسنة الفارطة من حيث العدد وحوالي 27 % من حيث المداخيل .
وبلغ عدد الأطنان المنقولة سنة 2010 قرابة 7.5 مليون طن في حين بلغ سنة2011 عدد الأطنان المنقولة 2 مليون طن فاصل583، أي بتراجع نسبته 65 % من حيث العدد وكذلك من حيث المداخيل بالمقارنة مع سنة 2010.
أمّا على مستوى نقل البضائع فقد قامت الشركة بنقل حوالي950 ألف طن من البضائع المختلفة ( مواد بناء، الحديد، المواد الغذائية...) إلى موفى أوت2012، أي بتراجع نسبته حوالي 24 % من حيث العدد وحوالي 28 % من حيث المداخيل مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة .
وتجدر الإشارة إلى أن الشركة نقلت سنة 2010 ما يقارب 3 مليون طن فاصل5من البضائع المختلفة وتراجع هذا العدد سنة 2011 إلى حدود 1.8 مليون طن بنسبة 43 % من حيث العدد و47 % من حيث المداخيل .
تعطّل 22 ألف رحلة بسبب الاعتصامات
وقد لحقت العديد من المؤسسات الاقتصادية وخاصة شركات النقل العديد من الأضرار بسبب موجة الاعتصامات والاحتجاجات التي عرفتها البلاد وتعتبر الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية، حسب السيّدة لطيفة جردق، أكثر الشركات تأثرا حيث تشهد إلى يومنا هذا العديد من الاعتصامات العشوائية والإضرابات بعضها قانوني وأغلبها عشوائي فجئي ودون سابق إنذار .
وذكرت مديرة التواصل بالمؤسّسة أنّ الشركة قد عملت على دعم الحوار والتفاوض الاجتماعي داخل المؤسّسة للحد من ظاهرة إضرابات أعوان الشركة خاصة المتعلقة بسواق القطارات فتمكّنت أغلب الأحيان من إلغائها بتوخي التوافق والتشاور بين الأطراف المحتجة والإدارة العامة.
أما بالنسبة إلى الاعتصامات العشوائية فهي مازالت، حسب محدثتنا، متواصلة وقد مثلت عائقا لحركة القطارات ذلك أنّ بعض المواطنين يعمدون إلى الوقوف على السّكة الحديدية وتعطيل حركة القطارات وهو ما يخلّف تعطيل السّير العادي للقطارات وتذمرات واسعة من قبل المسافرين.
وقد فاق عدد الاعتصامات والإضرابات العشوائية 410 اعتصامات خلال سنتي 2011 و2012 وتسببت في تعطيل السير العادي للقطارات وبذلك إرباك المسافرين وتذمرهم.
هذا إلى جانب تراجع جودة الخدمات حيث تم إلغاء 15 ألف رحلة سنة 2011 أمّا خلال السنة الجارية إلى حدود موفى سبتمبر فقد تراجع عدد الرحلات الملغاة إلى حوالي 7آلاف رحلة ورغم ذلك فهي ماتزال مرتفعة.
مع الإشارة، حسب الأرقام التي تحصّلت عليها الشروق إلى أنّ من أكثر الرحلات المحذوفة تلك الخاصة بنشاط نقل الفسفاط ومشتقاته ونقل البضائع وهوما نتج عنه تراجع حجم نشاط الشركة ومداخيلها .
حوادث قاتلة
غالبا ما تقع فواجع مروريّة في التقاطعات وفوق خطوط السكك الحديدية. وهي حوادث حسب ممثلي الشركة، ليست للقطار فيها أية مسؤولية بل إن مسؤوليتها، استنادا إلى نفس المصدر تعود بصفة كاملة إلى مستعملي الطريق باعتبار أن القطار يسير على سكة خاصة به وعلى بنية أساسية مخصصة له.
وقد أكّدت السيّدة لطيفة جردق أنّ أغلب الحوادث المسجلة وقعت في تقاطعات مجهزة بأضواء وحواجز وعلامات تقاطع.، وذكرت ل«الشروق» بأنّ العدد الجملي لتقاطعات الطريق بالسكك الحديدية يبلغ 1125كلها مجهزة بعلامة تقاطع سكة حديدية مع الطريق (X) ومنها ما يفوق 300 مجهزة بحواجز ومنبهات صوتية وبأضواء.
وقد سجلت الشركة، حسب وثيقة تحصّلت «الشروق» على نسخة منها خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة الجارية 108 حوادث مرور منها 65 حادث قطارات مع وسائل النقل الأخرى على مستوى التقاطعات و44 حادث اصطدام القطار مع الأشخاص. ونلاحظ بالرجوع إلى إحصائيات السنوات الفارطة انخفاضا واضحا.
وقد أرجعت «جردق» تحسّن هذه المؤشرات إلى مجهودات الشركة المتواصلة لتفادي مثل هذه الحوادث من ذلك تجهيز تقاطعات السكة مع الطريق بالإشارات الضوئية والحواجز الواقية وإنجاز جسور وممرات علوية لتفادي تقاطع السكة مع الطريق وممرات تحتية للمترجلين.
وأضافت بأنّ الشركة قد قامت بجهود كبيرة لتسييج المسالك داخل مواطن العمران. هذا إلى جانب المراقبة عن بعد للتقاطعات باستعمال تقنية الهاتف الجوال الرقمي. وكذلك تغيير منظومة التحكم عن بعد في غلق حواجز التقاطعات باستعمال آليات الكترونية عوضا عن آليات ميكانيكية،هذا إضافة إلى المجهودات المتواصلة في ما يتعلق بالحملات التحسيسية والتوعية الموجهة لمستعملي الطرقات والمترجلين .
رغم ذلك لم تخف محدّثتنا قلق المؤسّسة من تفاقم ظاهرة «الترسكية» وتعرض الأعوان التجاريين إلى العنف اللفظي والجسدي وتواصل عمليات التخريب ورمي القطار بالحجارة والاستعمال العشوائي لمقابض النجدة.