هل تنتظر الادارة الجهوية للتعليم بصفاقس والوزارة من ورائها حصول مكروه حتى تتدخل لفائدة هذه الأستاذة؟.. طرحت السؤال على نفسي وأنا أتحدث اليها يوم أمس الثلاثاء لما دخلت في اضراب جوع احتجاجا على وضعيتها المهنية والنفسية القاتلة.. هي أستاذة مادة علمية أصيلةصفاقس وقاطنة بها.. أم لطفلين وزوجها شاءت ظروفه العملية أن يشتغل في العاصمة، سنة 2004 كانت تدرس بولاية المهدية، لكنها تعرضت الى حادث مهني تسبب لها في «فتق» على مستوى العمود الفقري مما استوجب اجراء عملية جراحية أوصاها بعدها طبيبها بعدم استعمال وسائل النقل وتجنب السفرات الطويلة، والغريب في الأمر أن مدير المعهد حينها لم يدون حادثتها مما جعلها تفقد كل حقوقها .
سنة 2011، وبمناقلة نجحت في النقلة للتدريس بجبنيانة.. كانت الأمور تسير على ما يرام لما أساء أحد التلاميذ أدبه مع الأستاذة فاستدعت الادارة لاتخاذ الاجراءات اللازمة وليتها ما فعلت، اذ هاجمها التلاميذ تضامنا مع زميلهم وهددوها وتدافعوا على مكتبها ولم يتركوا كلمة تمس منها الا وتلفظوا بها فانهارت الأساتذة وسقطت أرضا ودخلت في هستيريا مما استوجب نقلها على جناح السرعة الى مستشفى جبنيانة الذي أحال المصابة الى قسم الأعصاب بصفاقس نظرا لحالتها النفسية المتدهورة جدا .
في قسم الأعصاب بصفاقس، كانت تعليمات الطبيب المختص واضحة، تجنب الارهاق وخاصة الابتعاد عن المعهد سبب المشكلة، وكذلك المنطقة برمتها باعتبارها سبب التوتر، وكذلك لصغر الجهة وتناقل التلاميذ وغير التلاميذ الموضوع وتهامسهم فيه فيما بينهم بكثير من التهويل والمبالغة..
بعد راحة بشهر، عادت الأستاذة الى قسمها فلم تتمكن بكل الأشكال من السيطرة على قسمها باعتبار أن حاجز الخوف والتقدير والاحترام تحطم، كما واصل التلاميذ في تهديدهم للأستاذة بسبب المشكل السابق..
حالتها النفسية تعكرت من جديد مما استوجب راحة ب6 أشهر تزامنت مع العطلة الصيفية فتقدمت الأستاذة بنقلة انسانية دعمتها بشهادات طبية نفسية وجسدية كانت كافية ومقنعة لنقلتها من جبنيانة الى صفافس للاهتمام بصحتها ولتجنب استعمال وسائل النقل في سفرات طويلة وللعناية بطفليها وغيرها من الأسباب المقنعة خدمة للأستاذة وللتلاميذ بصفة عامة .
سلسلة المفاجآت مع هذه الأستاذة لم تنته، اذ فوجئت في بداية العام الدراسي بأن اسمها لم يدرج أصلا في مطالب النقل وبالتالي حرمت من النقلة وعليها العودة الى جبنيانة.. هناك فوجئت من جديد بالهمز واللمز بين التلاميذ والأهالي، فاتصلت بالادارة الجهوية للتعليم وبنقابتها وروت مشكلتها لكن ما من حل لمعضلتها فتدهورت حالتها النفسية من جديد وعادت الى نفس الأدوية المرهقة..
حاولت مرارا وتكرارا، لكنها لم تنجح في كل مساعيها ومطلبها البسيط وهو الخروج من المنطقة برمتها والتدريس بصفاقس.. والحصيلة تدهور واضح في صحتها وحالتها النفسية والدخول في اضراب جوع مفتوح قالت ل «الشروق» انها لن تنهيه الا بالنقلة وببلوغ صوتها الى المندوب الجهوي للتعليم ووزير التربية ونقابتها علهم يتدخلون لانقاذها من هذا الجحيم الذي حاصر حياتها وأفقدها نكهة العيش والتدريس والحياة العادية..
الى هنا ينتهي موضوع هذه الأستاذة الذي حرصنا فيه على التكتم على عديد الأسرار التي تهم المعنية بالأمر احتراما لها وللأسرة التربوية بصفة عامة.. فهل تتدخل الجهات المعنية من أجل هذا المطلب البسيط؟ .
منطق الأشياء يقول إن التدخل سيكون عاجلا وهذا ما تتمناه الأستاذة بل وعديد المربين المتضامنين معها نظرا لظروفها الصحية والنفسية القاتلة..