تخطت المعارضة الكويتية «كل الخطوط الحمراء» الليلة قبل الماضية في تظاهرة حاشدة شهدت مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن بعد أن انتقد أحد الخطباء أمير البلاد وهو ما اعتبر «لحظة فارقة» في الكويت. قال شهود عيان إن خمسة محتجين على الأقل اعتقلوا منهم ابن احد الشخصيات المعارضة البارزة في الكويت خلال تجمع مناهض للحكومة يدعو إلى منح البرلمان سلطات أكبر.
وأصيب عدة أشخاص في مناوشات خلال هذا التجمع الحاشد الذي حضره خمسة آلاف شخص على الأقل تحدوا طلب السلطات بإلغاء المظاهرة التي قامت الليلة قبل الماضية.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن وزارة الداخلية الكويتية قولها إنها ضبطت عددا من مثيري الشغب والعنف ومنظمي المسيرات وأحالتهم لجهات الاختصاص وان بعض المحتجين خططوا سلفا للتعدي على الشرطة وهو ما أوقع اصابات في رجال الأمن والمتجمهرين.
لا خطوط حمراء
وقالت وزارة الداخلية إن «عددا من مثيري الشغب والعنف وفق مخطط معد سلفا قاموا بالاحتكاك برجال الأمن والتعدي عليهم بإلقاء حجارة وزجاجات كما اسقطوا الحواجز الحديدية وأتلفوها مما اصاب عددا من رجال الأمن وعددا من المتجمهرين أنفسهم باصابات مختلفة».
وقالت شخصية معارضة أخرى هو النائب السابق مسلم البراك أمام التجمع في خطاب حماسي كان موجها للأمير «يا سمو الأمير.. لن نسمح لك بالحكم الفردي». وردد المتظاهرون عبارة «لن نسمح لك» اكثر من مرة بعد خطاب البراك الذي انطوى على انتقاد نادر لأمير الكويت.
ورغم أن الكويت تتيح حرية تعبير أكثر من أي بلد آخر في منطقة الخليج فنقد الأمير البالغ من العمر 83 عاما نادر جدا. ودعت احدى جماعات المعارضة الرئيسية للاعتصام أمام البرلمان أمس في تصعيد للتوترات السياسية بعد أن اعتقلت الشرطة محتجين خلال المظاهرة المناهضة للحكومة. وكان بين المحتجزين ابن أحمد السعدون وهو شخصية معارضة بارزة ورئيس سابق لمجلس الأمة وذلك خلال الاحتجاجات التي نظمت قرب مقر المجلس حيث قامت عدة مظاهرات احتجاج مناهضة للحكومة خلال العام المنصرم.
وعلى الرغم من أن الكويت المنتجة للنفط لم تشهد احتجاجات الربيع العربي التي وقعت في دول عربية أخرى فقد تصاعد التوتر بين البرلمان المنتخب وحكومة يختارها رئيس الوزراء الذي يعينه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وتركزت الأزمات السياسية في الكويت أساسا على حق مجلس الأمة في استجواب حكومة أغلب أعضائها من أفراد الأسرة الحاكمة.
لحظة فارقة
وكتب كريستيان أولريكسن الخبير في شؤون دول الخليج في كلية لندن للاقتصاد على تويتر يقول «الاتهامات العلنية اللاذعة التي وجهها مسلم البراك لأمير الكويت هي لحظة فارقة في البلاد».
ودعا المحتجون في المظاهرة وبعضهم من ساسة المعارضة والنشطاء السياسيين الأمير إلى تحديد موعد لإجراء الانتخابات البرلمانية القادمة. وعبروا عن قلقهم خشية أن تقوم الكويت بتعديل قانونها الانتخابي بطريقة تحابي المرشحين الموالين للحكومة.
وقال شهود في مظاهرة الاحتجاج حيث انتشرت شرطة مكافحة الشغب ان خمسة محتجين على الأقل اعتقلوا. وشددت اجراءات الأمن في الكويت أكثر من المعتاد مع استضافة البلاد لقمة آسيوية. وناشد الديوان الأميري نواب المعارضة في وقت سابق من الأسبوع الغاء الاحتجاج. كما أصيب عدة أشخاص منهم أفراد في الشرطة عندما اشتبك المتظاهرون مع الشرطة لدى محاولتها الانتشار في شارع وضعت فيه متاريس. ونشرت وسائل إعلام كويتية صورا لصفوف من أفراد الشرطة وهم يواجهون المتظاهرين.
وقال المحلل الاقتصادي عدنان الدليمي» واضح أن الحكومة لم ترد... مما يعني أنها ستدخل في مواجهة» مضيفا أن الإصلاحات الاقتصادية التي وعدت بها الحكومة أصبحت بعيدة المنال بسبب الاضطرابات.
وفي العام الماضي اقتحم العشرات من الكويتيين الغاضبين مبنى مجلس الامة مطالبين باستقالة رئيس الوزراء في ذلك الوقت الشيخ ناصر المحمد الصباح مما كان إيذانا ببدء أحدث أزمة في البلاد.