بالتوازي مع دعوات المبعوث الدولي الى سوريا الأخضر الابراهيمي الى اقرار هدنة شاملة في عيد الاضحى المبارك, يبدو أن ثلاثية اقليمية تضم أنقرة وطهران والقاهرة في طور التشكل لايجاد تسوية سياسية للأزمة السورية. قال رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان أمس الثلاثاء انه اقترح على الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد اجراء محادثات ثلاثية تضم البلدين ومصر بشأن الأزمة السورية وذلك نظرا لمعارضة السعودية على ما يبدو لمشاركة ايران في محادثات رباعية حالية.
وكانت مصر قد شكلت التجمع الرباعي مع ايران وتركيا والسعودية الا أن الرياض لم تحضر اجتماعا استضافته القاهرة الشهر الماضي.
ويرى دبلوماسيون أن عدم مشاركة السعودية يجيء كرد فعل على مشاركة ايران المنافس الرئيسي للمملكة على النفوذ في المنطقة.
وطرح أردوغان خلال حديثه الى الصحفيين لدى عودته الى أنقرة قادما من باكو حيث أجرى محادثات مع أحمدي نجاد اثناء قمة لمنظمة التعاون الاقتصادي عدة خيارات للدول كي تشارك في محادثات مستقبلية بشأن سوريا.
ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن أردوغان قوله «اقترحنا منظومة ثلاثية هنا قد تتألف هذه المنظومة الثلاثية من تركيا ومصر وايران.» وأضاف «هناك منظومة ثانية قد تتكون من تركيا وروسيا وايران. وثمة منظومة ثالثة قد تضم تركيا ومصر والسعودية».
وأيدت تركيا ومصر والسعودية علانية المعارضة السورية فيما تظل ايران الحليف الاقليمي المقرب لدمشق الأمر الذي يعقد أي نهج بين الدول الأربع لنزع فتيل الحرب في سوريا.
الابراهيمي يريد هدنة
وفي سياق متصل بجهود الابراهيمي للوصول الى هدنة في عيد الأضحى، عبر أردوغان عن دعمه أيضا لمساعي الأخضر الابراهيمي وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية في الصراع السوري للتوصل الى وقف لاطلاق النار بعد 19 شهرا من اراقة الدماء.
وقال «اتخذ الابراهيمي خطوة. لنعمل على الاقل على اقرار هدنة خلال عيد الأضحى».
من جهته أكد المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس ان دمشق على استعداد للتعامل بايجابية مع أي مبادرة من شأنها انهاء أعمال العنف في البلاد، ولكنه شدد على ضرورة التزام المعارضة بمثل هذه المبادرات من أجل انجاحها.
بدوره، أعلن المجلس الوطني السوري المعارض قبوله بالهدنة المؤقتة خلال العيد.
ومن بيروت، حذّر الموفد الأممي الى سوريا الأخضر الابراهيمي، من أن الأزمة السورية قد تأكل «الأخضر واليابس» في المنطقة.
وقال ردا على سؤال عن دور دول الجوار في النزاع السوري أنه «لا بد أن تدرك هذه الدول أنه لا يمكن أن تبقى هذه الأزمة داخل الحدود السورية الى الأبد. اما أن تعالج أو أنها ستسوء وتنكب وتأكل الأخضر واليابس».
وأتت تصريحات الابراهيمي اثر لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية في بيروت خلال زيارة لم تكن معلنة، وتأتي ضمن جولة له في المنطقة شملت دولا معنية بالوضع في سوريا.
وجدد التذكير بدعوته الى وقف لاطلاق النار خلال عيد الأضحى الذي يصادف الأسبوع المقبل، قائلا ان «الشعب السوري الآن من الطرفين يدفن مئة انسان كل يوم، فهل من المعيب الطلب في مناسبة العيد خفض عدد القتلى؟».وأضاف أنه «لو تجاوبت معنا الحكومة والأشياء التي سمعناها تبشر بالخير، ولو ما قيل لنا من قبل المعارضة أنهم سيتجاوبون مباشرة مع ذلك، تكون خطوة صغيرة نحو بناء وقف اطلاق نار أشمل، وحديث عن سحب الأسلحة الثقيلة ووقف تدفق السلاح من الخارج، ثم بناء مشروع حل سياسي للأزمة السورية».