نزيف بني وليد متواصل والمعارك بين الجيش الليبي والمسلحين المتحصنين في المدينة تزداد شراسة وقالت تقارير متطابقة ان القناصة المتمركزين فوق المباني أوقفوا تقدم القوات الحكومية من دون أن يؤدي الاعلان عن مقتل خميس القذافي الى أي تغيير على الميدان. سقط أمس ثلاثة قتلى وسبعة جرحى في اشتباكات جديدة بمدينة بني وليد بين الجيش الليبي ومسلحين بعد ان خلفت المعارك حتى أمس الأول ستة وعشرين قتيلا وأكثر من مائتي جريح.
وقالت مصادر طبية في مستشفى مصراتة لوكالة الأنباء الليبية: إن «حصيلة شهداء الجيش الوطني خلال الاشتباكات الدائرة مع المجموعات المسلحة الخارجة عن الشرعية في بني وليد ارتفعت إلى 22 شهيدًا».». وأضافت المصادر أن « بعض الجرحى في حالة حرجة». نزيف متواصل
وأعلن قائد ميداني في الجيش أن قوات درع ليبيا التابعة للجيش واصلت عملياتها العسكرية في المدينة من خلال ستة محاور رغم مواجهتها لمقاومة عنيفة من المسلحين في المدينة.
وقالت وكالة الأنباء الليبية: إن قوات الجيش تجد صعوبة في التقدم السريع إلى وسط المدينة نتيجة كثافة النيران التي تواجهها وانتشار القناصة على المباني العالية، ما أدى إلى جرح ما لا يقل عن 200 عنصر من قوات الجيش.
وأضافت أن الجيش خسر عددًا من عناصره منذ أن بدأ في اقتحام المدينة للقبض على المطلوبين في إطار تنفيذ قرار البرلمان في هذا الخصوص. وأعلنت مصادر ليبية متطابقة عن مقتل خميس القذافي، الذي اعتقل في مدينة بني وليد، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها خلال معارك دارت للقبض عليه مع موالين للقذافي. تخريب في بنغازي
من جهة أخرى اقتحم متظاهرون ليبيون من أبناء قبيلة ورفلة مقر قناة ليبيا الحرة في مدينة بنغازي الليلة قبل الماضية وقاموا بإتلاف محتوياتها بالكامل، احتجاجا على تغطية القناة للمعارك في بني وليد.
وقناة ليبيا الحرة هي قناة ليبية خاصة كانت أولى القنوات التي انطلقت عقب ثورة السابع عشر من فيفري التي أطاحت بحكم العقيد معمر القذافي. وغادر عدد من المتظاهرين من أبناء قبيلة ورفلة مقر اعتصامهم أمام فندق في وسط المدينة باتجاه مقر قناة ليبيا الحرة التي يتهمونها بعدم المهنية في تغطية الأحداث التي تجري بمدينتهم بني وليد..
وتمكن العديد من المتظاهرين من دخول مقر القناة الواقع بمنطقة الحدائق جنوب بنغازي، وأضرموا النار في عدد من المكاتب واتلفوا محتوياتها بالكامل. وقد تمكن عدد من الإعلاميين من الفرار في حين تمت محاصرة عدد آخر في الطابق الثاني أصيبوا بإصابات خفيفة بعد أن قفزوا من السور الخلفي للمبنى.
وردد المتظاهرون شعارات منددة بالأخبار التي اذاعتها القناة السبت الماضي بشأن القبض على خميس القذافي أحد أبناء الزعيم الراحل معمر القذافي في مدينة بني وليد، واعتبر المتظاهرون بث الخبر انه يهدف للتغطية على هجوم متمردين سابقين منضوين في الجيش الوطني على هذه المدينة المتهمة بايواء انصار لنظام القذافي.
وقال عدد من الإعلاميين الذين كانوا بمقر القناة «هوجمنا وكنا سنتعرض للقتل على أيدي المتظاهرين (..) تم إتلاف القناة بالكامل ونحن لسنا مسؤولين عن نقل أخبار من مصادر رسمية»، وتوقفت القناة عن البث بعد فترة وجيزة على الهجوم.