تضمنت تصريحات راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الأخيرة إشارات إلى مشاورات بين الحركة وعدة أحزاب ذات مرجعية إسلامية وقومية، فهل أن النهضة تبحث عن بديل للترويكا الحاكمة ام تستعد مبكرا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة وأيّ اتجاه ستتّخذهُ الحركة لتوسيع تحالفاتها ؟ الغنوشي أكد ان النهضة تقوم منذ مدة بمشاورات مع أحزاب مرجعيتها إسلامية وقومية تلتقي مع الحركة في عديد الاختيارات والتوجهات. حول هذا التوجه الجديد للحركة ومدى ارتباطه بالعلاقة داخل الترويكا الحاكمة يقول القيادي عبد الحميد الجلاصي:»الاتصالات ليست بحثا عن خيارات بديلة او التشكيك في التحالف الحالي بل الغاية هي توسيع التوافق في البلاد من اجل تنقية المناخ السياسي وهو ليس باستراتيجية جديدة».
اتصالات مستمرة
وحول هذه الاتصالات يضيف الجلاصي «الاتصالات مستمرة مع مجموعة من الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية والقومية لتوفير مزيد من التفاهم والتقليص من التجاذبات وهذه الاتصالات انطلقت منذ مدة على ارضية دنيا من النقاط المشتركة ومازالت متواصلة الى حد الآن وشعارنا الوحيد هوالتقارب مع قوى الثورة والتصدي لقوى الثورة المضادة».
سألنا محدثنا عن بعض هذه الاطراف فقال «طلبنا مقابلات مع الحزب الجمهوري وحزب المسار الاجتماعي الديمقراطي والجبهة الشعبية وكذلك احزاب أخرى على غرار حزب العمل والثقافة وحزب الاصلاح والتنمية كما لنا علاقات بكتل أخرى ومجموعة من المستقلين والباب مفتوح لكل القوى التي تنطلق من الثورة.وستظهر النتائج بعد مخاض الحوار دون ان نضع سقفا عاليا للتفاهمات التي أهمها وضع حد للاحتقان واعادة الثقة إلى الشعب في الطبقة السياسية من اجل المحافظة على مكتسبات الثورة». كما نفى الجلاصي ان تكون المشاورات الجديدة بديلا للترويكا قائلا « لنا ثقة في الترويكا وسنسعى الى تصليب عودها كما يوجد اتفاق بيننا على توسيع تحالفنا لكن يبقى لكل طرف منا عمله الحزبي الذي يضبط من خلاله علاقاته بمختلف الأطراف».
نتشاور مع حركة الشعب
أما السيد نورالدين العرباوي نائب رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة فقال في نفس السياق: «علاقتنا بكل الاحزاب متفاوتة من حيث طبيعة هذه العلاقة وعموما نحن نحرص على تطويرها مع كل الأصدقاء وهذا ليس بالضرورة من اجل تغيير التحالفات الحالية وانما في اطار ما نعتبره مسؤولية وطنية في ربط العلاقات مع كل الأطراف السياسية وخيارنا العام في هذه المرحلة هو التشاور مع اطراف اسلامية وقومية على غرار حركة الشعب التي نرغب في تطوير العلاقات معها كما نرفض ان يكون الفعل السياسي في بلادنا فيه استقطاب ثنائي قائم على الايديولوجيا ونعتبر ان الانفتاح الفكري والسياسي والتقارب بين الرؤى والمرجعيات والافكار المختلفة ضروري لانجاح المرحلة الحالية».
وحول مقاييس التقارب يضيف «الأرضية الضرورية الدنيا هو احترام الشرعية والبناء عليها وتبني اهداف الثورة» وعن مستقبل هذه المشاورات وعلاقتها بالحملة الانتخابية يضيف «الوقت ما زال مبكرا للحديث عن الانتخابات التي مازال وقتها لم يحن بعد كما ان موعدها لم يضبط بعد اضافة الى ان الساحة السياسية بها مستجدات كثيرة وتطورات تحتاج باستمرار الى التشاور حولها بين كل الأصدقاء، وأصدقاء الحركة كثر كما انه من الممكن للتجربة الحالية ان تستمر في المستقبل على شكلها الحالي او توسيعها في المستقبل».