يعد المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا مكسبا ورافدا من الروافد الجامعية بالجهة والتي تتعطش من سنة لأخرى لانبعاث مثل هذه المنارة الجليلة ذات المقاصد النبيلة وأهمها تمكين أبناء هذه الولاية المناضلة الفقيرة من حق مواصلة دراستهم الجامعية بين عائلاتهم وتحقيق أحلامهم وأمنياتهم. «الشروق» زارت هذا المعهد والتقت مديره السيد عبد الحميد الهلالي والذي أمدنا بالمعطيات التالية : افتتح هذا المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا سنته الجامعية الاولى هذه السنة (2012-2013) بعدد جملي من الطلبة يبلغ (200 طالب وطالبة) منهم 175 جدد من الناجحين في باكالوريا 2012 و25 من المرسمين بصفة استثنائية أومن الذين اعادوا توجيههم الى هذا المسلك الجامعي. كما بين السيد المدير أن الدروس تلقى حاليا بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين (ISET) حيث يتوزع الطلبة والطالبات على 6 قاعات للتدريس ومقر اداري يعاني عديد النقائص فالتجهيزات الادارية في حاجة ماسة الى الدعم وخير دليل على ذلك مكتب المدير والذي لا توجد به أبسط متطلباته الادارية فلا هاتف قار ولا جهاز فاكس.. المدير اقترح امكانية استغلال ادارة محضنة المؤسسات الموجودة بمقر المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين غير المستغلة بحسب قوله منذ ما يزيد عن السنة والنصف. هذا وقد اعلمنا أن النقائص المسجلة والعميقة في جوهرها حيث أن العهد افتتح سنته الاولى دون مقر خاص أي ظروف استثنائية صعبة وباختصاصاته المتفرعة الى ثلاثة فروع وهي الاجازة التطبيقية في الالكتروميكانيك الصناعي والاجازة الأساسية في الالكترونيك والآلية أيضا الاجازة الأساسية في علوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كما بين أن الأوضاع بالمعهد سوف تشهد الانفراج حيث وبالانتهاء من الجزء الأول من المقر الرسمي بالمعهد والذي سيكون جاهزا ان شاء الله في نهاية مارس 2013 ستحل أغلب الاشكاليات بل سينعم طلبته بمعهد جديد يتسم بالاستقلالية. الشروق عاينت اشغال المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا فبدت حثيثة الانجاز راقية المعمار كما أن موقعه المحاذي للمعهد العالي للدراسات التكنولوجية ووجوده في مدخل مدينة القصرين المركزية سيزيد الموقع روعة وجلالا وقد يتحول المكان مع قادم السنين الى مركب جامعي تتفرع اختصاصاته وتتنوع مجالاته وما أحوج ولاية القصرين لمثل هذه المشاريع الهامة المعبرة عن مطلبية تراكمية تجددية فكم من طالب انقطع عن دراسته بسبب الفقر والحاجة والعجز عن توفير متطلبات الدراسة من كراء ومصاريف تنقل... فإطلالة بسيطة عن التوزع الجغرافي للجامعات بالبلاد التونسية سيكون خير موضح لتهميش واهمال هذه الولاية خلال عهود الحكومات السابقة والتي لم تستثمر في مثل هذه المشاريع المجدية على العباد والبلاد وهو ما يجعلنا نحمل المسؤولية للحكومة الحالية ببرامجها الرائدة الى التفكير الجدي والمثمر لصالح مثل هذه الولاية المحرومة خاصة وأنها تحتوي على عدد مهول من الطلبة اغلبهم يقيم بأريافها الممتدة ومعتمدياتها المتباعدة وقد تجمعهم الاختصاصات الجامعية بنفس ولايتهم المناضلة الفتية. فهل ستتحقق أحلام الآباء والأبناء بتواصل الدراسة بجامعات تؤسس بهذه الأرض المعطاء ؟