عمد عون بوكالة إحياء التراث بمقام الصحابي أبي زمعة البلوي صباح الثلاثاء الماضي إلى افتكاك آلة التصوير التابعة لمكتب «دار الأنوار» بالقيروان أثناء مباشرة الزميل ناجح الزغدودي صباحا (الساعة الحادية عشرة والنصف) لتحقيق صحفي. المقال يتناول حقيقة التهديدات المتطرّفة لمقام أبي زمعة البلوي التي تم ترويجها في عديد المواقع، حيث اختطف آلة التصوير أثناء محاولته وضعها في الحقيبة اليدوية ووضعها في جيبه ورفض تسليمها رغم الطلب المتكرر إلى أن حضر الأمن، وقد عمد إلى تجميع عديد الأشخاص من حوله (التجار المنتصبون أمام المقام والزوار والسياح) وإظهاره في صورة شخص مجهول وخطير وهو ما وضعه في موقف محرج أثّر في نفسيته وفي سمعته، ورغم طلبه المتكرر وتوسلاته أمام جسمه الضخم، واستظهاره ببطاقة صحفي إلا أنه أصر على حجز الكاميرا.
الحقيقة أن موضوع العمل الصحفي هو التحقق من المزاعم التي أطلقت من داخل المعلم حول وجود تهديدات أمنية، وقد رفض الحوار في البداية وحاول أن يوجه الصحفي إلى شخص محدد وتوقف بعيدا خارج مكتبه، لكن عندما تم الحوار مع زميل له وأحد الباعة لحق بالصحفي وافتك منه آلة التصوير بدعوى أنه مجهول الهوية، حيث قام الزميل الصحفي بالاتصال بشرطة النجدة على الرقم 197 وتحوّلت دورية إلى المكان واستلموا آلة التصوير من العون.
وقد تقدم بشكوى لدى مركز شرطة الحجام بالقيروان من أجل تتبع العون بسبب استيلائه على آلة التصوير ومنع الصحفي من القيام بعمله، وقد تم استدعاء العون من قبل مركز شرطة الحجام من أجل سماعه وقد برّر العون سبب حجز الكاميرا وعدم إرجاعها بعدم استطهار الصحفي ببطاقة هوية أثناء حواره لأحد زملائه خاصة أنه ليس هو المسؤول ولم يكن يحمل بطاقة العمل.
ونحن نحذر من تكرار هذا الفعل الخطير والاعتداء على الزملاء الصحفيين، ونهيب بمؤسسات المجتمع المدني الحقوقية والإعلامية والقانونية من أجل حماية الصحفي أثناء القيام بواجبه خاصة أنها المرة الثانية التي يتعرض فيها نفس الصحفي إلى افتكاك آلة التصوير حيث عمد موظف بالمستشفىقبل عام إلى افتكاك آلة التصوير وتهشيمها، يبدو أن هناك من لا تروقه الحقيقة.
ويذكر أن إجراءات أمنية احتياطية تم تكثيفها في محيط معلم أبي زمعة البلوي، تحسبا لأية اعتداءات بعد تعرض مقام السيدة منوبية إلى الحرق والسطو.