«لكل زمان رجاله، ونحن أسياد هذا الزمان...» ذلك ما سيحاول أبناء نبيل معلول تأكيده في مباراة اليوم ضد الأهلي المصري بملعب برج العرب في اطار ذهاب الدور النهائي لرابطة أبطال افريقيا. لو عادت بنا عقارب الساعة الى الوراء وتحديدا الى عام 1995 أن مدينة الاسكندرية كانت شاهدة على تتويج فريق «باب سويقة» بلقب السوبر الافريقي على حساب «موتيبا» الكونغولي آنذاك، ومن المؤكد أن الترجي يمنّي النفس اليوم في تحقيق انجاز جديد في المدينة نفسها، وذلك في صورة نجاحه في الاطاحة بفريق القرن في القارة السمراء خاصة إذا عرفنا الاصرار الكبير الذي أظهره زملاء أفول لحسم أمر التاج الافريقي في ملعب برج العرب بالذات أي منذ لقاء الذهاب وذلك تفاديا لمفاجآت الاياب بحكم أن الترجي يدرك جيدا خطورة «المارد الأحمر» خارج دياره، إذ أن هدف أبو تريكة في الوقت القاتل في شباك النادي الصفاقسي في ملعب رادس في نهائي 2006 مازال يشكل كابوسا حقيقيا بالنسبة الى ممثلي تونس في هذه المسابقة القارية كما أنه لا أحد في الترجي بامكانه نسيان هدف سيّد عبد الحفيظ في المنزه عام 2001 والذي قضى من خلاله على أحلام الاصفر والأحمر... لذلك لابد أن يستغل الترجي لقاء اليوم لقطع خطوة عملاقة نحو التتويج باللقب الافريقي للمرة الثانية على التوالي وهو ما يخول له التأهل مجددا الى مونديال الأندية باليابان، ويعوّل أبناء معلول في مقابلة اليوم على صلابة خطهم الخلفي وهجومهم الفعّال كما أن الفريق القاهري ليس في أفضل حالاته بدليل أن دفاعه أضحى كالغربال حيث تلقت شباك شريف اكرامي أهدافا لا تحصىولا تعدّ في رابطة الأبطال، دون أن تغفل عن غياب «القطار السريع» سيد معوض عن تشكيلة الأهلي وهو غياب مؤثر سيخدم حتما مصلحة أبناء معلول لمباغتة منافسهم أو العودة على الأقل بنتيجة ايجابية كما فعل بطل تونس في نسخة 2011 عندما أجبر زملاء أبو تريكة على نتيجة التعادل رغم أن معلول لن يتسنى له اليوم التعويل على خدمات يوسف المساكني ونكاد نجزم أن غياب نجم الاصفر والاحمر عن هذا الحوار الكروي المثير لن تبعثر مطلقا أوراق معلول لأنه كان منتظرا بحكم أن المساكني موجود في قائمة اللاعبين المهددين بالاحتجاب عن لقاء الاياب كما لا ننسى أن الترجي قهر الصعاب وتعادل مع «مازمبي» في «لوبومباشي» رغم أن المساكني شارك في دقائق معدودات في تلك المباراة.
سبق للترجي أن تألق في المقابلات التي خاضها خارج ميدانه ضد الاندية العربية، فقد أطفأ «شعلة» ملعب النار (سطيف) وأخرس جماهير الوداد في ملعب محمد الخامس وأسقط الهلال السوداني وبامكانه اليوم قهر أبناء حسام البدري الذي سيحاول أن يثبت للأهلاوية أنه تعلم الكثير من «معلمه» مانويل جوزي ولو أن حديثه مؤخرا عن «ظلم» التحكيم يؤكد أن فرائصه سترتعد بسبب تخوفه من الترجي الرياضي كما أن ثلاثية النجم الساحلي في شباك الاهلي عام 2007 مازالت صورها جاثمة على صدور كل المصريين.
في الختام نتمنى أن يقدم الجمهور في مباراة يوما درسا بليغا في الروح الرياضية بغض النظر عن الفريق المستفيد وذلك بعيدا عن كل المزايدات ف «كلنا في الهم عرب».