نظم المعطلون عن العمل من اصحاب الشهائد العليا وقفة احتجاجيّة بمقرّ ولاية باجة حيث طالبوا بجلسة فورية مع الوالي وهو ما تم فعلا ودامت أكثر من ساعة ونصف. لم تكن الجلسة هادئة حيث غلب على تدخّلات الشّباب الّذي حضر بكثافة من مختلف معتمديات الولاية الانفعال. وقد تمّ طرح شواغل ومطالب هؤلاء على لسان السيد شكري فطاحليّة باعتباره المنسّق الجهوي لاتّحاد أصحاب الشّهائد العليا المعطّلين عن العمل بباجة الذي حصر مسائل عديدة أراد المحتجّون توضيحها وهي تتعلّق بالأساس بتفعيل الاتّفاقيات المبرمة وتعليق نتائج مناظرتي مدرّسي التعليم الابتدائي والثانوي بالمندوبية الجهوية للتربية وخلاص مستحقّات النّواب من المعلّمين والأساتذة الّذين عملوا خلال الموسم التربوي المنقضي وذلك تبعا لما تمّ الاتّفاق بشأنه خلال جلسة سابقة مع السيّد والي باجة و توفير مقرّ للاتّحاد.
كما طرح المنسّق ضعف عدد المنتدبين من أصحاب الشّهائد العليا المعطّلين على مستوى الولاية والّذي تراجع من سنة الى أخرى ناهيك وأنّ سنة 2011 شهدت انتداب 111 منهم في حين لم يتجاوز العدد 97 منتدبا خلال السنة الحالية وهو رقم لا يرقى الى التطلّعات متسائلا عن نصيب الجهة وحظّها في التّشغيل ، وعرّج على انتصاب المؤسّسات الصّناعيّة الّتي وان تزايد عددها فانّ طاقة تشغيليتها ظلّت ضعيفة. وقد قوطع تدخّل المنسّق الجهوي من قبل مروان الغربي الذي تدخل بحدّة ليشير الى عودة الطرق القديمة في التّعامل مع الشّباب المعطّل من خلال التكتّم عن اعطاء أيّة معلومات أو تفسيرات من قبل مسؤولي الادارات الجهوية والمؤسّسات متوجّها باللّوم الى السّلط الجهويّة لعجزها عن تطهير الادارة من رموز الفساد الّذين مازالوا متغلغلين بقوّة داخلها.
وأشارت سامية الكوكي وهي معطّلة منذ سنوات وتحمل شهادة عليا في الهندسة الميكانيكيّة الى تفشّي ظاهرة المحسوبيّة الّتي مازالت تنخر المجتمع وتحدّثت عن اقصائها من الانتداب بسلك التعليم ورفض مسؤوليه اعطاءها حججا مقنعة.
من جهته تدخّل السيّد نصر التّميمي والي باجة ليشير الى أنّ النّهوض بالتّشغيل يتطلّب مجهودا مشتركا وحوارا صريحا وطالب منذ شهر ماي الماضي بتطهير المندوبية الجهوية للتربية ولكنّ الوزارة مازالت لم تستجب الى حدّ الآن لذلك.
وأضاف أنّ هنالك اشكالية كبيرة تواجه الولاية وهي تتعلّق بطلبات المستثمرين الّذين ينوون الانتصاب غير أنّ طاقة التّشغيل ظلّت ضعيفة وقد قرّر مستقبلا أن لا يسند اي مقسم الاّ اذا كان المشروع ذو طاقة تشغيليّة كبيرة أو يوافق على مشاريع متكرّرة. .كما سيقع التوجّه نحو مشاريع جديدة باكستانية كمصنع للأدوية وآخر للهواتف الجوّالة ستمكّن من احداث مواطن شغل هامّة لأصحاب الشّهائد العليا ونفى أن يكون أصحاب المشاريع المنتصبة بالجهة قد استقدموا يد عاملة من خارج الولاية على الأقلّ منذ توليه منصب الوالي خلال شهر مارس المنقضي وهو ما طمأن ولو نسبيّا الشّباب الحاضر.
كما تمّ الاتّفاق في نهاية الجلسة على أن يكون يوم الثلاثاء القادم موعدا للقاء ثان بمقرّ الولاية مع المندوب الجهوي للتربية ورئيس مصلحتي التعليم الثانوي والشؤون الادارية والمالية لتوضيح مقاييس ومجموع كلّ مترشّح تقدّم الى مناظرتي مدرّسي التعليم الابتدائي والثانوي والأسباب الّتي حالت دون تعليق نتائج المناظرتين
المحتجّون يستحوذون على مقرّ بالقوّة وهيئة النادي تسترجعه
لم تفض الجلسة الى حلّ بخصوص إيجاد مقرّ لاتّحاد أصحاب الشّهادات العليا المعطّلين عن العمل الّذين تحوّلوا بعد ذلك الى النادي الثّقافي علي القلعاوي وقاموا بالاستحواذ عليه بالقوّة بعد أن خلعوا أحد المكاتب واستبدلوا أقفاله وهو الّذي كان موضوعا في عهد النظام السابق على ذمّة الجمعية التونسية للتّرفيه. وقد حصلت مشادّة لفظيّة مع أحد أعضاء النّادي وبقي المحتجّون فيه الى ساعة متأخّرة من المساء غير أنّ هيئة النّادي عادت مجتمعة وقامت بإخراجهم. وأفادنا المنسّق الجهوي بأنّه تمّ الاعتداء عليه لفظيّا من قبل نادل مقهى النّادي الّذي قام بفكّ الأقفال الجديدة للمكتب ولولا تدخّل من كان موجودا هناك لتطوّر النّزاع الى ما لا يحمد عقباه.