قال الشيخ الدكتور محمد العريفي في أولى محاضراته التي يلقيها في تونس إن هذا الاجتماع هو دليل على انتصار الإسلام في هذه البلاد بعد حملة التغريب التي عاشتها طيلة خمسين سنة، وبعد ما كان العلماء وكتبهم ممنوعين من الدخول إليها. كما قال العريفي إن تونس كانت هي الأصل وغيرها هو الفرع، فلقد كانت عبر التاريخ منطلقا لجيوش الإسلام والعلم والعلماء معددا مناقب الشيخ محمد الخضر حسين والطاهر بن عاشور و الإمام سحنون و مثنيا على دور الزيتونة في نشر الإسلام و العلم إلى كل العالم الإسلامي.
وخلال محاضرته التي ألقاها بالملعب البلدي بحي الخضراء مساء أمس، تطرق الشيخ إلى مشكلة التفرقة والخلاف معتبرا إياها من أكبر المشاكل التي تشكو منها الأمة الإسلامية اليوم. وقال «ينبغي للمرء أن يحرص على أن لا يؤتى الإسلام من قبله فالشيطان لا تسره وحدة المسلمين بل يريدها مائة أمة، كما يريد أن يفسد ذات بيننا وأن يشغلنا ببعضنا بدل الانشغال بدعوة الناس إلى الله تعالى وإلى العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «. و استشهد الشيخ بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل وأبي موسى الأشعري عندما قال تطاوعا ولا تختلفا، يسرا ولا تعسرا، بشرا ولا تنقرا.
وقال العريفي إن أهل الإسلام قد توحد صفهم أيام الضيق ولكن عندما فتح الله علينا ومكن الله تعالى للإسلام بدأت حاجات النفوس تتحرك ولذلك فالامتحان الحقيقي هو في السراء والرخاء، داعيا في الآن ذاته إلى الوحدة قدر المستطاع وإلى أن يكون المرء واسع البطانة مع أخيه وأن لا يتبع الهوى في اتخاذ القرارات.
وتندر الشيخ بمحاولته القدوم إلى تونس زمن النظام البائد عندما حاول تنظيم محاضرتين مع جمعية فكرية اشترطت عليه التحدث في موضوع شكسبير، فقبل مشترطا الوصول لابن تيمية في الموضوع. أما موضوع المحاضرة الثانية فكانت بشأن فكر أرسطو. ولكن عندما اطلعت الجمعية على صورة العريفي وهو ملتح واختصاصه في الشريعة الإسلامية تم إلغاء الزيارة على الفور.