أدى السيد علي لعريض وزير الداخلية اول امس زيارة الى مقبرة شهداء معركة جبل برقو حيث ترحم على شهداء تلك المعركة التاريخية التي دفع خلالها حماة الوطن دماء طاهرة زكية مقدمين أرواحهم قربانا لأجل عزة تونس ومناعتها. الزيارة كانت لإحياء معركة جبل برقو التي دارت رحاها ايام 13 و14 و15 نوفمبر 1954 حيث تحول وزير الداخلية السيد علي لعريض صحبة والي الجهة السيد محمد الزين المحجوبي وثلة من السلط الجهوية والمحلية الى منطقة عين بوسعدية التابعة لمعتمدية برقو من ولاية سليانة حيث يرقد 18 شهيدا قضوا نحبهم في مثل هذه الايام قبل تحقيق الاستقلال بسنتين وقد تمت قراءة الفاتحة ترحما على الشهداء الابرار... أثناء الزيارة كانت الامور تسير بشكل عادي لكن سرعان ما تدخل بعض الحضور لمحاولة استفزاز الوفد حتى ان احدهم ذكر بالحرف الواحد أن الزيارة هي تمرير أجندا سياسية لاغير ليواصل استفزازه بمحاولة طردهم باستعمال العنف إلا أن حديثه لم يعره الوزير أي اهتمام.
وبعد تلاوة الفاتحة تحدث الوزير قائلا بأن هؤلاء الشهداء قدموا حياتهم من أجل تونس وكسب استقلالها لتأخذ الاجيال اللاحقة الشعلة من بعدهم وتواصل بناء تونس على الوجه الاكمل حتى تظل منارة ومفخرة أمام كل الدول ليضيف ان الاوضاع تسير نحو الاستقرار وأن تونس ستكون واقفة برجالها بعيدا عن أي اجندات سياسية وأثناء حديث الوزير لبعض الاعلاميين كان هناك شق من الحضور يواصل الاستفزاز حتى ان البعض رفض قراءة الفاتحة مع الوفد الحكومي ليشرعوا لاحقا في جمع المواطنين واعادة قراءة الفاتحة...
زيارة الوزير لم تدم طويلا مثلما كان معمولا به في حكم بن علي فقد عجل بمغادرة المكان ليقف على بعض متطلبات الاهالي ولعل ابرزها الانزلاقات الارضية التي مرت عليها قرابة السنة والتي هي الان في طور الاصلاح...