لن يكون اليوم كغيره من الأيام بالنسبة إلى عشاق فريق الدم والذهب بما أن الترجي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب الافريقي للمرة الثانية على التوالي وذلك عندما يستقبل اليوم الأهلي المصري في إطار إياب نهائي رابطة الأبطال. تسعون دقيقة ستمر على أحباء الأصفر والأحمر كأنها الدهر كله لأن الأمر يتعلق بمباراة من الوزن الثقيل وستحبس حتما أنفاس كل العرب من المحيط إلى الخليج بما أننا سنتعرف إثر هذا اللقاء على بطل القارة السمراء وسفيرها إلى اليابان للمشاركة في مونديال الأندية.
سيكون الترجي الرياضي إذن أمام فرصة ذهبية لكتابة فصل جديد في تاريخ الكرة التونسية والافريقية وذلك في صورة احراز اللقب خاصة أن حظوظه تبدو على الورق وافرة بما أنه حقق نتيجة ايجابية في مباراة الذهاب ببرج العرب وقد يكفيه التعادل السلبي في مباراة اليوم ضد الأهلي المصري لاعتلاء منصة التتويج ومن المؤكد أن معلول الذي يحمل على عاتقه مسؤولية وصول الترجي إلى اليابان ، يدرك جيدا أن ناديه قام بنصف خطوة فحسب نحو اللقب وينبغي أن يقتنع بأن ممثل مصر قادر على قلب الطاولة على أي منافس مهما كان إسمه، خاصة أن هدف «أمير القلوب» (أبو تريكة) في شباك النادي الصفاقسي في نهائي 2006 ضد النادي الصفاقسي في الوقت البديل مازالت صورته جاثمة على صدور الجمهور التونسي إلى حدّ هذه اللحظة ولا بد أن الأصفر والأحمر اتعظ من دروس الماضي ولن يخذل هذه المرة جمهوره الذي سيكون حاضرا بأعداد محترمة في رادس وذلك من خلال السعي إلى هز شباك النادي الأهلي وعدم الاكتفاء بلعب ورقة الدفاع بحكم أن ممثل مصر عادة ما ينجح في مباغتته منافسيه في اللحظات الأخيرة ويكفي أن نذكر بذلك الهدف الذي ترك جرحا لا يندمل في صفوف الترجيين والذي سجله سيد عبد الحفيظ في شباك الترجي عام 2001 في الوقت القاتل (نصف نهائي رابطة الأبطال آنذاك).
بعد التعادل في برج العرب سيحاول بطل تونس وافريقيا أن يؤكد تفوقه على زملاء شديد قناوي وسيثبت فريق «باب سويقة» أن الأهلي مازال يعيش وهما إسمه «أنا الأقوى والأفضل» ولا شك أن معلول جهز الخطة المناسبة للإطاحة بالنادي الأهلي حتى وإن كان سيتغيب أكثر من لاعب مؤثر عن لقاء اليوم بسبب العقوبات والاصابات طالما أن الترجي يملك حارسا متألقا كان بمثابة الأسد في عرينه في مباراة برج العرب وهو معز بن شريفية الذي من المنتظر أن يكون اليوم أيضا سدا منيعا في الخط الخلفي للترجي ولا نظنه يخيب آمال الأحباء أو يقع في تلك الهفوات القاتلة التي ارتكبها في السابق شكري الواعر ومحمد الزوابي ووسيم نوّارة...كما يعول الترجيون على صلابتهم الدفاعية ونجاعتهم الهجومية حتى وإن فشل الفريق في تأهيل اللاعب الموهوب يوسف المساكني بما أن معلول قد يلعب ورقة يوسف البلايلي الذي يريد أن يبرهن على أنه استحق عن جدارة لقب «لؤلؤة الجزائر» من بوابة مباراة اليوم.
عدة عوامل أخرى قد تخدم الفريق التونسي لحسم اللقب لفائدته وإعادة سيناريو 1994 عندما توج زملاء المرحوم بالرخيصة على حساب عملاق مصري آخر وهو «الزمالك» ومن بين هذه المعطيات نذكر امكانية إستفادة الترجي من «هدايا» الحارس شريف إكرامي الذي أصبحت معنوياته في الحضيض بسبب هدف الهيشري في مرماه في لقاء الذهاب وكذلك التشتت الذهني لبعض لاعبي الفريق المصري على غرار حسام غالي الذي دخلت علاقته مع مدربه حسام البدري في نفق مظلم وكذلك المهاجم عماد متعب الذي من غير المستبعد أن يكون جسمه في رادس وذهنه في الملاسين التي سيضعها الكويتيون تحت قدميه للتعاقد معه...
ومن جهة أخرى سيصر الأصفر والأحمر على التتويج باللقب وذلك ليس بهدف المراهنة مجددا على السوبر الافريقي وتمثيل القارة السمراء في مونديال الأندية في بلاد الساموراي فحسب ولكن لاقتناعه بأن خسارة اللقب في لقاء اليوم ستجعله يعود إلى نقطة الصفر والجلوس على رصيف الانتظار والتعاقد مع الخيبات القارية كما حدث خلال الفترة المتراوحة بين 1994 و2011.
في الختام نتمنى أن يقدم الأهلي والترجي مباراة تشرف كل العرب مهما كان صاحب اللقب فالترجي لن يسقط أهرامات الجيزة في صورة فوزه على زملاء أبو تريكة ولا نظن أن «الأهلاوية» سيعيدون فتح الخضراء إن عادوا ب «الأميرة» الافريقية إلى مصر نقول هذا الكلام حتى لا يحني الرأس خجلا بسبب مباراة في كرة القدم بين الأشقاء وحتى لا تتكرر تلك المشاهد المؤلمة التي حدثت في لقاء الترجي والرجاء عام 1999 أو مباراة الأهلي والنجم الساحلي في 2007.