اختلفت آراء المحللين السياسيين وممثلي الأحزاب في تونس حول ما يتم تداوله من بناء تحالف يضم كل من حركة نداء تونس حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي الحزب الجمهوري والجبهة الشعبية بين مناصرين لهذا التحالف ومستبشرين به خيرا وآخرين معارضين له ويعتبرون أن بناءه عملية معقدة ولا تعمر طويلا. عن إمكانية بناء تحالف يجمع مختلف القوى السياسية والهدف من إنشائه أفاد السيد سعيد العايدي بأن الأوضاع الراهنة ومصلحة البلاد تقتضي تقارب القوى الديمقراطية وقال: «ما يقربنا اليوم أكثر مما يفرقنا ونسعى للتحالف من أجل تحقيق مطالب الشعب التونسي التي لم تتحقق له ، فالبطالة مازالت مستفحلة والحريات مهددة خاصة في ظل بروز العنف ومن أولوياتنا تقديم برنامج اقتصادي وخريطة طريق للتنمية والتشغيل والتصدي للانفلات الأمني ومقاومة العنف وعلى المستوى السياسي نهدف إلى تحقيق التوازن والمنافسة بقوة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة والعمل على احترام المسار الانتقالي الديمقراطي وتحضير أرضية ملائمة لانتخابات شفافة ونزيهة، واعتبر السيد سعيد العايدي أن العديد من المواطنين طلبوا منهم توحيد قواهم لتسهيل عملية الاختيار في الانتخابات وأن التحالف من هذا المنطلق هو مطلب شعبي. أمر مرغوب..ولكن
وأفاد السيد عادل الشاوش (قيادي في حركة نداء تونس) ان التحالف يأتي استجابة لطلب الشعب بالتوحيد وأضاف: «التحالف أمر مرغوب فيه لتحقيق نوع من التوازن في الحياة السياسية لكن التحالف لا يمكن أن يتأسس فقط على هاجس الانتخابات بل لا بد أن توجد في الواقع قوى متقاربة للتوجيه والتأطير.
واعتبر أن رغم الالتقاء على ما يسمى المشروع المجتمعي والتقارب بين المناضلين فإنه توجد بعض الصعوبات التي تحول دون بناء التحالف وجعله يقتصر علي حركة نداء تونس والمسار والجمهوري أي تحالف من غير الجبهة الشعبية، الخيارات الاستراتيحية خاصة الاقتصادية منها فالوقفة الاحتجاجية التي تم تنظيمها ضد نيل تونس لمرتبة الشريك المميز نعتبرها نوعا من الطوباوية السياسية لأن هذا المطلب طالما عملت تونس على تحقيقه من قبل الثورة ويساعد على تطوير الاستثمار وتحقيق التنمية ويعود بالفائدة على البلاد ، واعتبر ان مثل هذه المواقف تمثل معوقات جذرية لن تسمح ببناء تحالف صلب.
أما السيد الجنيدي عبد الجواد (حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي) فقد كشف «نحن داخل الحزب نعطي أهمية كبرى لمثل هذه التحالفات وقد تحالفنا في السابق مع أحزاب أخرى كخطوة أولى في انتظار أن يتم توسيع التحالف ليشمل أطرافا أخرى والغاية تتمثل في كسر الاستفراد بالحكم والتي قد تؤسس لعودة الاستبداد والمساهمة في استكمال مكاسب الثورة والحفاظ على المسار الديمقراطي وتكريس مبدأ التداول السلمي على الحكم كما أن التحالف إن تم بناؤه سيمكن من توضيح الرؤية وإزالة الغموض لدي الناخبين وتسهل عليهم عملية الاختيار والدفاع عن مشروع المجتمع. مجرّد إشاعات
السيد شكري بلعيد (القيادي في الجبهة الشعبية) نفى وجود أية محادثات بين الجبهة الشعبية وبقية الأطراف الأخرى أي حركة نداء تونس والحزب الجمهوري والمسار وقال «ليس هناك أية مشاورات مع أي طرف لبناء تحالف ولا أعرف من يروج مثل هذه الإشاعات ومن يقف وراءها؟، فالجبهة الشعبية حسمت موقفها واتخذت قرارا بدخولها للانتخابات الرئاسية والتشريعية في كافة المواقع وفي مختلف تنسيقياتها المتواجدة في مختلف مناطق البلاد باسم الجبهة الشعبية وبقياداتها و رموزها ومناضليها، وأكد على أنه لا توجد أية اتصالات مع أي طرف سياسي لبناء تحالف على أساس برنامج واضح المعالم.
الأستاذ قيس سعيد يؤكد على أن مثل هذه التحالفات سرعان ما تزول و يقول «التحالفات تتنزل في إطار الاستقطاب الثنائي فكل طرف يحاول أن يدعم موقفه ومركزه داخل المجلس والاستعداد للانتخابات القادمة وانه يمكن ان لا يعمر طويلا بسبب التوازنات السياسية الحالية وستبرز بالتأكيد يوم الانتخابات (خاصة الرئاسية) أو حين تلتقي الجماعات التناقضات التي تغيب الآن عند تقديم الترشحات واعتبر أن المشهد السياسي بوجه عام يتشكل و يعاد تشكله في ظل هذا الاستقطاب الثنائي الذي يزداد حدة من يوم الى آخر ولكن هذا لا يعني أن التحالفات سوف تبقى قائمة ولن تشقها تناقضات أو تعرف هزات ، ولاحظ أن بعض القوى تريد كسر الاستقطاب ولكن هل ستكون فاعلة؟ وما مدى درجة تأثيراتها في الانتخابات القادمة؟