ذكر المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن تطوير العلاقة مع الجزائر يعتبر خطوة هامة بالنسبة الى الدولة التونسية فتاريخيّا كان تأمين الوضع الداخلي في تونس مرتبطا ببناء علاقات ايجابيّة وعلى الأقل غير متوتّرة مع الجزائر. وأوضح أنّ حمّادي الجبالي سيؤدّي زيارة الى الجزائر بصفته رئيسا للحكومة وأنه لن يكون هناك خلط بين صفته هذه وبين صفته كأمين عام للنهضة لكن هذا لن يمنع الطرف الجزائري من الاخذ بعين الاعتبار بأنه يتحاور مع أحد الكوادر الأساسية لحركة النهضة وبالتالي فإن الدفع الايجابي بين الجزائر والحركة الاسلامية الحاكمة حاليّا سيكون لصالح البلدين ولصالح الثورة التونسية لأن الجزائر عموما والسلطة خصوصا حسّاسة لكل ما يمكن أن يفهم منه التعامل مع أطراف معارضة على حساب العلاقة الرسمية ويبدو أن هذا الامر بدأت تدركه قيادات النهضة.
وحول اتهامات حمادي الجبالي لأطراف داخلية بمحاولة افساد علاقة النهضة بالجزائر قال الجورشي «نحن لا نعرف الجهات التي يقصدها لكن المهم في هذا السياق هو ما تعلنه النهضة وما تقوم به تجاه الجزائر وهي مطالبة بأن تكون حذرة لأن هذا سيحدد طبيعة العلاقة بين الطرفين».
كما وصف العلاقة الحالية بين النهضة والجزائر بأنها علاقة تحسس وعلاقة حذرة من قبل النهضة لعدم تأزيم العلاقة مع الجزائر مؤكدا ان التصريحات الأخيرة تعكس هذا الحذر. واعتبر ان النهضة أدركت ضرورة وجود لغة واحدة من قبل مسؤولي الدولة تجاه الجزائر لأنّ أيّ تعدد في المواقف ينعكس على العلاقة بين الطرفين.
وأوضح الجورشي أن تونس تنشد دعما اقتصاديا هاما وملموسا من الجزائر خاصة أن الجزائر على علم بالمرحلة الدقيقة التي تمر بها تونس وهم يدركون أن اي اضطرابات أو تعطّل في عمليّة النمو في تونس وانعدام الاستقرار سيؤدي الى نتائج تؤثّر على الجزائر. وبالتالي تنتظر الجزائر من تونس، بحسب الجورشي، انضباطا أمنيّا خوفا من مزيد ارباك الوضع الامني في الجزائر بمعنى طلب الحزم الامني من الجانب التونسي.
وحول الحسّاسيّة الجزائريّة تجاه الاسلاميين أوضح الجورشي أنّ دولة الجوار طيلة 30 سنة كانت أكبر المشاكل المطروحة في ساحتها هي البحث عن صيغة لادماج الاسلاميين في الحياة السياسية وما ترتّب عن الحرب الأهلية التي كلّفت الجزائريين ثمنا باهظا في الأرواح وعدم الاستقرار الأمر الذي جعل السلطة تتوجّس من أيّ امكانية تأثير على المعادلات الداخليّة خاصة في مرحلة تشهد صعودا أساسيا ملحوظا للاسلاميين». كما قال الجورشي انّ الدبلوماسية الشعبيّة التي تدعو اليها حركة النهضة يجب أن تكون منضبطة ومنسجمة مع الديبلوماسيّة الرسميّة.