اللقاء الاعلامي الذي انتظم يوم أمس بقصر البلدية، التأم تحت ضغط عدد من ممثلي المجتمع المدني وبعض الأحزاب الذين اجتمعوا خارج قصر البلدية ونادوا برحيل النيابة التي أسالت الحبر الكثير .. داخل القاعة انطلقت الندوة الصحفية بكلمة لرئيس النيابة الأستاذ مبروك القسنطيني الذي توقف عند عديد النقاط من أبرزها نشاط البلدية خلال الفترة الفارطة والنظافة والعناية بالبيئة واشكالية المصب البلدي، ثم تصوّرات لميزانية البلدية بعنوان سنة2013 والمنحة الاستثنائية المقدرة ب4 مليارات ونصف وملف المقسّم 23 أ والانتصاب الفوضوي وتفعيل دور الشرطة البلدية وأخيرا الانارة العمومية واصلاح اشارات المرور .
وفي موضوع حصيلة النشاط البلدي في الفترة الأخيرة قال مبروك القسنطيني انه لا يخفى على الجميع الوضع البيئي الحرج الذي عرفته منطقة بلدية صفاقس خلال الفترة المنقضية وذلك بسبب غلق المصب البلدي الكائن بطريق قابس، وقد ساهم هذا الوضع في زيادة تردي الوضع البيئي بكامل المنطقة البلدية علما وأن البلدية ترفع يوميا معدل 250 طنا من الفضلات من كامل المنطقة .
وأضاف المتحدث «وعيا منها بهذه الوضعية آلت النيابة الخصوصية على نفسها ايجاد حلول جذرية لمسألة النظافة بالمدينة وذلك اعتبارا لحق كل مواطن في أن يتمتع ببيئة سليمة ونظيفة».
وفي هذا السياق، وفي أولى الاجراءات التي قامت بها النيابة الخصوصية الحالية لمعالجة هذا الوضع تم الاتصال بأطراف النزاع في هذا الملف وتم التوصل معها الى تحرير اتفاق وعقد تسويغ جديد (محيّن) وتسوية مستقبلية بشراء أو تسويغ المصب حتى لا تبقى البلدية عرضة لضغط غلق المصب من حين لأخر مع فتح المصب البلدي بطريق قابس ليعود الى سالف نشاطه .
وبين مبروك القسنطيني أن البلدية تعمل على تجديد وسائل العمل لتحسين الأداء البلدي على مستوى جمع الفضلات البلدية وقد تم عقد جلسة عمل مع ممثلي البلديات المجاورة لبلدية صفاقس والتفكير في احداث مراكز تحويل مشتركة للفضلات سيتم تركيزها بأحواز المدين.
الميزانية
وعن الميزانية قال رئيس النيابة الخصوصية ان ادارته ضبطت تقديرات الموارد الذاتية بكل دقة بالاعتماد على الموارد المحققة خلال السنوات الأربع الفارطة دون الأخذ بعين الاعتبار سنة 2011 التي تعتبر سنة استثنائية مضيفا اننا سنعمل على استعادة التوازنات المالية مع الحرص على توظيف الموارد البشرية عند الاقتضاء وملاءمتها مع الاحتياجات الحقيقية للبلدية.
الدعم المالي الاستثنائي لفائدة البلدية المقدر بقيمة 4.5 مليون دينار قال عنه القسنطيني انه يتأتى في اطار مساعدة الدولة للبلديات مضيفا « وقد قاربت ميزانية الدعم بولاية صفاقس 7 ملايين و460 ألف دينار ليبلغ دعم الدولة لبلديات الولاية لسنة الحالية 23 مليون دينار، وقد استفادة بلدية صفاقس بقرار المنحة قبل تنصيب النيابة الخصوصية الحالية مما يبرز عدم وجود علاقة بين صرف المنح وتنصيب النيابة الخصوصية « مبينا أن الميزانية الاستثنائية للنظافة والعناية بالبيئة التي توليه البلدية عناية فائقة .
وعن ملف «المقسّم 23 أ « وهي قطعة أرض كائنة بمنطقة باب الجبلي وقرب عديد المواقع الأثرية وقد حاولت شركة صفاقسالجديدة تهيئتها لبناء بعض الوحدات السكنية وهوما رفضته مكونات المجتمع المدني، قال رئيس النيابة الخصوصية لقد عقدت البلدية تحت اشراف النيابة الخصوصية المتخلية اجتماعات حوارية عديدة مع مختلف مكونات المجتمع المدني بالمدينة لتدارس موقفهم من بناء هذا المقسّم الذي يمسح 9073 مترا مربعا كائنا شرق جامع سيدي اللخمي وأكدوا على وجود تهديد للمعالم التاريخية المحاذية لموقع المقسّم ومنها أسوار المدينة والمعلم التاريخي الهام «سوق قريعة» فضلا قرب الأشغال من جامع سيدي اللخمي مما قد يشوه وجه المدينة مضيفا ان النيابة الحالية درست الملف من الجانب القانوني وتم تنفيذ حكم قضائي لفائدة البلدية يقضي بالزام شركة صفاقسالجديدة وشركة المقاولات بالأشغال اللازمة لوقف الانزلاقات غير أن الشركة واصلت بعد ذلك تشييد دعامات فولاذية بالمقسم فقامت البلدية باصدار قرار هدم ضد شركة صفاقسالجديدة نفذ صباح اليوم الاثنين .
الانتصاب الفوضوي والنظافة
الانتصاب الفوضوي وتفعيل دور الشرطة البلدية من المواضيع التي طرحها رئيس النيابة الخصوصية ليؤكد على انه تم الاتفاق على ضبط خطة لمكافحة ظاهرة الانتصاب الفوضوي وذلك ضمن استراتيجية وعمل مشتركة مع الشرطة ومصالح البلدية وسيتم خلال الأيام القادمة التدخل للحد من ظاهرة الانتصاب الفوضوي والبناء الفوضوي بالمنطقة البلدية وتنفيذ برنامج عمل واضح في هذا الشأن.
وأضاف المتحدث أن المنطقة البلدية تشكو من شبكة انارة عمومية قديمة ومن عطب الاشارات الضوئية بالطرقات وبالمفترقات وقد نفذت البلدية مؤخرا اتفاقات أبرمتها مع هذه السلط الأمنية والتي تتعاون معها فعليا في تسيير حركة المرور بالمدينة وفي اصلاح ما يمكن اصلاحه لتأمين سيولة مرورية على مستوى اصلاح شبكة الاشارات الضوئية بالمنطقة البلدية.
من جهة أخرى، وفي اطار معالجة الوضعية المرورية الصعبة التي تعيشها شوارع مدينة صفاقس بسبب انتشار ظاهرة الوقوف العشوائي للسيارات المخالفة لقواعد الوقوف والتوقف، بين المتحدث ان المصالح البلدية استأنفت عملية رفع السيارات المخالفة بالشوارع الرئيسية للمدينة. وعن البرامج مستقبلية قال رئيس النيابة سنعمل على تدعيم الحاويات ب 590 حاوية فولاذية و تفعيل التراتيب من خلال الشرطة البلدية بالتنسيق مع السلط الأمنية وإحداث مراكز مصغّرة لجمع الفضلات وتشريك نقابات العمارات في العمل البلدي ووضع خطة لتحسين الاستخلاص البلدي وتنمية الموارد، التفكير في تدعيم خيار المقاولات في رفع الفضلات المنزلية مع تكثيف حملات النظافة كل أسبوع وتشريك الجمعيات والنوادي التطوعية دون استثناء في هذا الشأن.
وأبرز المتحدث انه سيحرص على تدعيم علاقة النيابة بالاعلام مع تأسيس ديوان للجمعيات بقصر البلدية لتقديم الاضافة للمدينة وللتواصل حول العمل البلدي مبرزا في خاتمة اللقاء بدور النيابة السابقة وحرصه الشديد على تفعيل القانون واعادة ما سماه ب «هيبة الدولة».
الحبيب بوعجيلة، رئيس دائرة البستان تدخل بأسلوب واقعي ليبرز أن النيابة الخصوصية الحالية مرتبطة بالزمان فهي انتقالية والمطلوب منها آنيا تسديد الخدمات واعادتها الى مستواها القديم لمدينة كان يقال انه يستطيب فيها العيش، لكن الواقع عكس ذلك، ومع ذلك سنعمل للعودة الى هذا المستوى ثم نفكر في التطوير.