إن متساكني أحياء المنار والمنزه الثامن والرمانة والمرسي التابعة لشركة النهوض بالمساكن الاجتماعية «سبرولس» والتي تمّ استثناؤها من عملية التفويت التي تمّت عام 1989 لم يكونوا يتصورون أن يطول انتظارهم طيلة هذه السنوات لتمتيعهم بهذا الحق المكتسب على غرار بقية الأحياء الأخرى، رغم المطالب الكتابية والشفوية، الفردية منها والجماعية، ونشر بعضها بالصحف اليومية والأسبوعية، ثم تلتها الاعتصامات بعد ثورة الكرامة واللقاءات بالمسؤولين من وزراء ومديرين وغيرهم.. هم 825 مواطنا تونسيا أحيل أغلبهم على التقاعد شغلهم الشاغل هو امتلاكهم للمساكن التي يشغلونها منذ ثمانينات القرن الماضي.. ومراعاة لظروفهم واستجابة لمطلبهم المشروع، فقد تمّت الموافقة من كل الأطراف، ومنها بالخصوص وزير التجهيز الذي أمضى على الملف في شهر مارس من سنة 2011 مرورا برئاسة الجمهورية والوزارة الأولى.. الى جانب شركة «سبرولس» المعنية بالأمر والتي قدّمت كل ما يدل على أنها لا ترى مانعا في ذلك.. فإلى متى هذا التعتيم في ظل هذه الثورة المباركة التي ساهم فيها المجتمع المدني وباركها، فهل يعقل أن تتطلب دراسة الموضوع عامين كاملين؟ ثم هل من معلومة تقدمها الوزارة لتشفي غليل هذه ا لفئة المظلومة؟
إنّ الرسالة المضمونة الى أعلى سلطة في البلاد هو أن هؤلاء لم تعد يعنيهم تواريخ الاتمام من كتابة الدستور ولا الانتخابات التشريعية والرئاسية، والتي ستصبح محطات هامة بالنسبة إليهم بعد إتمام عملية التفويت في مساكنهم حتى يشعروا بانتمائهم الى هذا الوطن العزيز. أليست عملية التفويت أولوية من أولوياتكم، سيدي الوزير؟! أليس المسكن هون قبر الحياة؟ فمتى سيقع عرض المسألة على أحد المجالس الوزارية، يا وزير الشؤون الاجتماعية؟ لقد «هرم» سكان الأحياء الأربعة.. فإلى متى المماطلة؟!